* جازان - إبراهيم بكري:
وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بتشكيل لجنة من كافة الجهات المعنية لرصد كافة الاضرار التي خلفتها السيول التي داهمت منطقة جازان.
ومن جانبها كثفت كافة الجهات المعنية جهودها خلال الايام الماضية جهودها للتخفيف من كارثة السيول التي قضت على 11 فرداً وإصابة ما يقارب 60 شخصا وشردت 12 أسرة وجرفت مئات المزارع وهدمت البنية التحتية للعديد من القرى والمحافظات وعزلتها لساعات طويلة بدون ماء ولا كهرباء ولا غذاء.
«الجزيرة» من جانبها قامت يوم أمس بجولة على العديد من القرى المتضررة والمنكوبة والتي تجرعت مرارة السيول ففي محافظة العارضة داهمت السيول أسرة كانت تتنزه في الوادي لتقضي على ثلاثة من أفرادها تفاصيل هذه القصة الحزينة ترويها ل«الجزيرة» المواطنة ن.س.ع. قائلة:
بينمار كنا نتمتع بزخات المطر والجو الجميل داهمتنا السيول فجأة لتقضي أولا على ابني أحمد فحاولت أخته الكبيرة انقاذه من الغرق فلم تمهلها السيول زوجي لم يتمالك نفسه فرمى نفسه في السيول أملا في انقاذ أولاده لكن قوة السيول كانت أقوى من ارادة زوجي الذي غرق مع أولاده أمام عيني فلم استطع ان أفعل شيئا.
ومن جانبه أكد المواطن محمد المعشي من قرية العشه بأن هذه السيول حاصرت القرية لساعات طويلة وانقطع التيار الكهربائي بسببها وأصبحنا محاصرين لساعات طويلة ومعزولين عن العالم معتمدين على المساعدات والاعانات التي كانت تنقلها الطائرات العمودية إلينا.
رجل سبعيني يدعى عبدالله قصادي لم يتمالك نفسه وهو يرى بأم عينه مزرعته التي قضى عمره وشبابه فيها تغرق وسط السيول فحاول فتح ممرات لمجرى السيول فداهمته فلم يجد أمامه الا الصعود على صخرة كبيرة فوق أحد العقوم فبقي محاصراً لأكثر من 6 ساعات وتم انقاذه بقوارب مطاطية تابعة للدفاع المدني.
ومن جانبها داهمت السيول منزل أسرة في أحد المزارع بقرية البقاشة فهدمت المنزل وحاصرت كافة أفراد الاسرة البالغ عددهم 10 أفراد لأكثر من 8 ساعات ولندع رب الأسرة محمد عياشي يصف الموقف ل«الجزيرة» اعتدنا دائما أن نقضي الاجازة الصيفية وسط المزرعة بعيدا عن القرية وبينما كنا نستعد لتناول طعام الغداء سمعنا أصوات قوية حولنا فخرجت خارج أسوار المزرعة لأجد الكارثة سيول قوية تحمل معها جذوع الاشجار وسيارات ومباني تحاصرنا حاولت الاتصال على الدفاع المدني لانقاذنا بواسطة الهاتف الجوال لأكثر من 8 ساعات فلم أستطع بسبب عدم وجود الخدمة وبعد ذلك قامت الطائرة العمودية بجولة فوق السيول لتجدنا أمامها لتنقذنا بعد معاناة استمرت طويلا.
مشاهدات «الجزيرة»
قرية السلامة وقرية البقاشة وقرية الفصادة وقرية أبو غيلية وغيرها من القرى اعتمدت على المساعدات والاعانات لسد حاجتها.
«الجزيرة» رافقت مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد التويجري الذي أكد ل«الجزيرة» بأن زيارته لمنطقة جازان والتي استمرت لأكثر من 48 ساعة للوقوف عن قرب على جهود إدارة الدفاع المدني بجازان في التخفيف من كارثة السيول التي داهمت المنطقة.
ونفى التويجري ما يتردد عن عدم توفر الامكانيات في إدارة الدفاع المدني بجازان لمواجهة مثل هذه السيول.
ومن جانبه قام اللواء سعد التويجري بجولة على العديد من القرى المنكوبة وقام بنفسه بتوزيع الاعانات والمساعدات أملا في تخفيف أحزانهم بسبب فقدانهم للعديد من الأرواح وممتلكاتهم الخاصة من منازل ومزارع وغيرها.
الجدير ذكره بأنه صباح أمس عادت السيول وداهمت محافظة بيش وقرها لتحاصرها وتعزلها مرة أخرى بعد زوال الخطر عنه في اليومين الماضيين المواطن ضيف الله مهدي من سكان بيش يصف معاناتهم الحقيقية قائلا:
داهمتنا صباح أمس الاربعاء السيول مرة أخرى بعد زوال الخطر عنا واصفا بأن السيول الحالية تعتبر الاقوى وجرفت معها العديد من السيارات والمباني.
وأكد ل«الجزيرة» رئيس بلدية جازان بالنيابة المهندس عصام بريك بأنه لقد تم التعميم على كافة البلديات والمجمعات القروية بالعمل طيلة 24 ساعة لمنع تكون المستنقعات المائية في القرى والمحافظات.
ومن جانبها استنفرت المديرية العامة للشؤون الصحية بجازان كافة امكانياتها أملا في انقاذ المصابين الذين داهمتهم السيول.
بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لوقف أضرار السيول الا ان المعاناة مستمرة يوميا يتجرع المواطن مرارتها لعدم وجود حلول جذرية تساهم بفعالية في وقف تهديدات السيول المستمرة «الجزيرة» من جانبها خلال جولتها على القرى المنكوبة رصدت العديد من الامور التي تساهم بفعالية في استمرار المعاناة.
عشوائية المزارع في وضع الحواجز الترابية «العقوم» بصورة غير نظامية وذلك لتحويل مجرى الوادي يعتبر من أهم الاسباب التي تتجاهلها الجهات المعنية طيلة العام وعند مداهمة السيول تحاول هدمها بعد فوات الاوان بعد أن غطت السيول القرى بسبب عدم وجود مجرى لها وسط المزارع العشوائية.
أما البيوت غير النظامية وسط بطون الأودية هي من تذوق الويلات كل عام فهم الضحية لانه لم ينظر في تهجيرهم بصورة جدية كفيلة باجبارهم من الخروج من بطون الأودية بتوفير مساكن لهم في القرى والمحافظات من قبل الجهات المعنية.
ولعل المماطلة في بناء السدود من قبل الجهات المعنية ستجعل جازان في الايام القادمة تجني ما لا يحمد عقباه.
|