Thursday 14th august,2003 11277العدد الخميس 16 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مؤتمر الآثار النفسية للاحتلال الأنجلو - أمريكي على العراق يؤكد: مؤتمر الآثار النفسية للاحتلال الأنجلو - أمريكي على العراق يؤكد:
العراقيون يعيشون خللاً نفسياً بسبب الاحتلال
الهذيان والاكتئاب والانفصام.. أبرز الأمراض المنتشرة في العراق

* القاهرة - مكتب «الجزيرة»- سلوى محمد:
بمشاركة المملكة العربية السعودية عقد المكتب الاقليمي التابع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة مؤتمراً بعنوان «الآثار النفسية للاحتلال الانجلو - أمريكي على العراق شارك فيه بجانب المملكة نخبة من خبراء واستشاريي الصحة النفسية.
أكد المؤتمر على ان الحرب الأنجلو - أمريكية على العراق تسببت في وجود خلل نفسي كبير لدى قطاع كبير من ابناء العراق فقد انتظر العراقيون طويلاً الحياة الرحبة التي وعدت بها الادارة الأمريكية غير ان واقع الحال جاء على عكس ما تخيله العراقيون فقد تحولت قوات التحرير إلى احتلال اضافة إلى اشاعة حالات الفوضى والسلب والنهب.
وطالب المشاركون في المؤتمر بعودة أكثر من 800 عراقي مختل عقليا إلى المستشفيات لتلقي العلاج بعد فرارهم على اثر حالات السلب والفوضى.
وقال الدكتور توفيق بن أحمد خوجه المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ان حالات الهلع والفزع التي يعيشها الشعب العراقي بعد الحرب الأمريكية عليه ادت إلى ظهور الاضطرابات النفسية وان الشعور بالظلم والقهر ادى إلى ظهور الكثير من الاضطرابات الجسدية مع ارتفاع معدل الاصابة بالأمراض النفسية الخطيرة كما ان اشاعة الفوضى وغياب النظام يساعد على ارتفاع معدل الجريمة اضافة إلى تزايد عدد الايتام من الاطفال مما يسبب كارثة انسانية فالحرب ما هي إلا تفجير للأمراض النفسية المدمرة.
وحذر د. خوجه من تداعيات ذلك على الشعب العراقي من جراء هذا العدوان متمثلاً في انتشار حالات الهلع والفزع مما يؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية والاكتئاب وحالات الحزن المرضي والنوبات الذهانية الحادة الأمر الذي يحيل حياة العراقيين إلى فوضى في حالة عدم تلقي العلاج المناسب.
واقع المجتمع العراقي
من جانب أكد الدكتور شاهر بن ظافر الشهري استشاري طب الاسرة والمجتمع واخصائي تأهيل المعاقين ان الساحة العراقية الآن تحتاج إلى دراسة متأنية وواعية ينظر فيها إلى عدة جوانب وواقع العراقي السياسي الآن وواقع الاحتلال الأمريكي القائم ونفسية الشعب العراقي خصوصا بعد ان تغيرت قيادته كذلك التعدد العرقي والديني الموجود في ارض العراق والحاجة الماسة الشديدة المالية والمادية للشعب العراقي بالرغم من توافر ثرواته وما سيحدث على أرض العراق من استغلال شديد لثروته مما يجعل المواطن العراقي لا يتمتع في القريب العاجل بهذه الثروة!
وحذر ابن ظافر من الوضع الصحي العراقي وخطره على المناطق المجاورة في ظل الوضع الصحي السيء في العراق وانتشار الكثير من الامراض المعدية التي تم القضاء عليها في كثير من البلدان نتيجة للضعف الغذائي وقلة النظافة أو نقص في التحصينات والنقص الشديد في المضادات الحيوية وغيرها وهذا الوضع له خطورته على دول المنطقة المجاورة خصوصاً اذا اصبح هناك حدود مفتوحة واصبحت هناك تنقلات ما بين البلاد فنخشى ان تعود إلى المناطق المجاورة كثير من الامراض التي تم القضاء عليها ولذلك لابد ان يكون هناك تحرك صحي في هذه البلاد المجاورة لدعم العراق صحيا والسعي في القضاء على كثير من الامراض المنتشرة والقائمة هناك.
واقترح الشهري ان تكون المستشفى السعودي احدى النقاط التي ينطلق من خلالها وضع برنامج لدعم الشعب العراق للارتقاء بالصحة النفسية والجسدية ابتداء من نقاء المياه وتوفير الاغذية.
واشار د. ابن ظافر إلى دور المملكة المشرف والواضح في وضع برنامج موسع لتحصين الاطفال في العراق سواء المواليد الجدد منهم أو الاطفال الموجودين ولم يتم تطعيمهم والسعي لعلاج كثير من الامراض بتوفير الوسائل العلاجية والدوائية المختلفة.
بالاضافة إلى اعداد برنامج تثقيفي صحي موسع يشمل كثيراً من هذه القضايا عن طريق المحاضرات والندوات والنشرات واشرطة الكاسيت والفيديو وغيرها من القضايا التي ستسهم في الارتقاء بصحة العراق بحيث يكون هناك صحة سليمة في العراق على المدى القصير والمتوسط والبعيد ويخفف من مخاطر انتشار كثير من الامراض التي نخشى انتقالها إلى البلاد المجاورة.
واقترح ان تكون هناك مشاركة فعالة من الجمعيات الخيرية العاملة في الاغاثة حتى يتم القضاء على الكثير من المشاكل الصحية الموجودة في المجتمع العراقي.
اضطراب فسيولوجي
وقالد. أحمد عكاشه رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي ان الحدث عن الآثار النفسية التي قد تخلفها الحروب على المجتمعات بل والافراد تظهر بوضوح في التغيرات النفسية الطبيعية المصاحبة للكوارث خاصة الحروب منها التحفز وزيادة الانتباه والإثارة وعادة تبدأ هذه الحالة في أول ظهور الخطر أو التهديد بالحرب .
وفي هذه الفترة يبدأ الإنسان في الاستعداد للدفاع عن نفسه وارضه والنجاة من الحرب ثم حالة التأهب القصوى وتحدث في اثناء وقوع الحرب اضطراب الوظائف الفسيولوجية بصورة ملحوظة ويتمثل ذلك في قلة النوم واضطراب القلب وارتفاع ضغط الدم.
وعن الآثار النفسية التي تخلفها الحرب على نفسية الطفل تحدثت د. رفيعة غباشي قائلة: العنف يجعل الطفل فاقداً لمعنى الاحترام للأنظمة وعدم تفهم وجهات النظر الاخرى كما يساهم في بروز بعض الصفات العدوانية والميل للانتقام وارتكاب الجريمة وهو ما يعرف فيما بعد «بجنوح الاحداث» وتظهر بعض الاضطرابات النفسية العصبية مثل التلعثم وظهور الكوابيس والاحلام المزعجة والتبول اللاارادي وتضيف د. غباش يجب على الاسرة ان تهيئ الطفل للتكيف والتعايش مع الظروف والافرازات التي يعيشونها بل ويشاهدونها من خلال وسائل الاعلام .
حيث تقدم الاسرة على تفسير وشرح لما يشاهده الصغار من مناظر لا إنسانية دموية بشعة ناتجة عن الحرب من قتل ودمار فهذا يؤذي الطفل ويصيبه بالكثير من الامراض النفسية التي قد لا تظهر في حينها ولكنها تبرز إلى الوجود بعد عدة اعوام على الحدث.
وتؤكد د. غباش ان تأثير العنف على سلوكيات الطفل يعد من أهم العناصر التي يجب ان يهتم بها القائمون على رعاية الطفل وتنشئته من آباء ومعلمين وتربويين وعلماء النفس والاطباء النفسانيين حيث اثبتت الدراسات الحديثة ان للعنف تأثيرا مباشرا على سلوك الطفل خاصة العنف المنزلي وما يراه الطفل وما يسمعه من سلبيات هذا العنف والذي تتعرض له الام ايضا وما يراه مشاهد العنف عبر وسائل الإعلام المرئية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved