تحية عبقة وبعد..
قرأت بسرور بالغ وبابتسامة عريضة ما كتبته الأخت «منى أحمد» بعنوان «العزيزة ليست ساحة للمدح» وحيث أن المقالة تتحدث عن ردود الفعل التي أبداها القراء حول كتاباتي والتي بدأها الأخ «عبدالله الكثيري» وتوالت ردود القراء إلا أن الأخت منى جزاها الله خيراً وأجزل لها الثواب قد ثارت ثائرتها فقدحت في كتاباتي واتهمتها بالقصور لذلك أحببت توضيح بعض النقاط التي غابت عن ذهن الاخت بكل مصداقية لأننا محاسبون على كل ما نلفظه من كلام أو نكتبه، يقول الحق تبارك وتعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) } فأتمنى قبل أن أكتب شيئا أن أضع الحق أمام عيني حتى لا أظلم أحداً قد يتقاضى مني أمام الملك العلام وليس في لهذه الحياة الفانية.
فأولاً: شكراً لك أزجيه لك مثنى وثلاث ورباع وإن شئت فخماس وسداس على كل ما خطته أناملك من قدح لا أدري ما سببه حتى الآن.. هل هو محاربة المبتدئين؟ أم الوقوف في وجه الناجحين؟ فأنت أشهرت سلاحك دون أدنى سبب وقلت بأنك زميلتي والحقيقة انك لست كذلك فأنا أعرف زميلاتي جيداً وتربطني بهن علاقة متينة ولكنك أحببت الاستتار خلف قناع الزمالة وحقيقة لا أدري إلى الآن ما سبب مهاجمتك وعلى العموم مهما يكون هدفك فجُزيت خيراً..
ثانياً: أنا مستعدة للرد على كل تساؤلاتك والتي كان من أبرزها ماذا يهم القارئى من مدح شخص ما؟
فأولا القراء لم يمتدحوني شخصيا وإنما امتدحوا كتاباتي فهناك فرق بين مدح الشخص ومدح كتاباته وأنا لا يهمني مدح من مدح لأن هدفي من الكتابة كما ذكرت سابقا هو الوصول الى عقلية القارئ والنفاد الى نفسيته بشيء من كتاباتي المتواضعة وارجعي إلى مقالتي بعنوان «شكراً لكل نبضة قلم خطت لمساندة يراعي» ستجدين أنني وضحت هدفي من الكتابة .أما لماذا امتدحونيء فلكل إنسان وجهة نظر وقد يرى هؤلاء في كتاباتي ما لا ترينه أنت وكما يقال «لولا اختلاف الأنظار لما بيعت السلع» فلكل رأي وكل إنسان حر في رأيه.
ثالثا: لقد أخطأت في حق نفسك وفي حق القراء فاتهمت من يشيد بكاتب انه له هدف شخصي وهذه النظرة قاصرة فنحن في عصر التقدم وحرية الرأي وتبادل الآراء والأفكار وليس معنى من أشاد بي أو بك أو بغيرنا أن له هدفا لأن الاهداف الشخصية لا تتحقق عبر وريقات الصحيفة وإنما الصحيفة رابط بين القارئ والكاتب لخدمة الصالح العام.
رابعاً: قلت لفت انتباهي عدة تعقيبات كلها تدور حول موضوع واحد وهو مدح كتابات الأخت طيف.. أقول إذن اتفقنا «أن التعقيبات صدرت من مجموعة من القراء» وهذا دليل على صدقهم وليس من المعقول أن يكون كل هؤلاء لهم هدف شخصي أو نظرتهم قاصرة.
خامساً: قلت يا عزيزتي بأني لا أكتب الشعر وقلت بأنني زميلتك فكيف اكون زميلتك ولا تعرفين عني شيئاً؟ فجميع الزميلات يعرفن الكثير عني وأنا قلت في مقالة سابقة إني أكتب الشعر ولكنني مقلة في النشر وخصوصاً عبر «الجزيرة» وبدايتي كانت مع المجلة العربية وبعض المجلات الأخرى ولدي أعداد من تلك المجلات إذا أردتيها أم انك أيضا ستكونين أعلم من نفسي بذلك، وأتمنى أن تكوني قرأت القصيدة المنشورة منذ بضعة أسابيع بعنوان حظي العاثر في صحيفة «الجزيرة» وتحديدا في صفحة مدارات شعبية.
سادساً: قلت بأن كتاباتي لا تصلح زاوية وذكرت الأسباب ولو أن كتاباتي لا تصح بأن تكون عموداً لما عرضت عليّ مجلة الأسرة ومجلة البنات وبامكانك تزويدي بعنوان لأرسل لك بعض هذه العروض.
سابعاً: قللت من شأن المواضيع التي أكتبها وقلت بأنها لا تفيد القارئ.. فأقول لك يا أختي هل أنت متابعة لمقالاتي منذ خمس سنوات، وهل يعقل ان ما يربو على مائتي مقالة ليس لها هدف؟ ولو كنت مطلعة عليها لعرفت قيمة بعضها على الأقل فقد كتبت الكثير عن المرأة وحاجياتها والمعلمة وهمومها ولغتنا العربية وجمالها ومشاكل المجتمع وهمومه ومقالات كثيرة لا يمكن حصرها في هذا النطاق الضيق وأغلبها لخدمة الصالح العام وبعد كل هذا تتساءلين عن مدى استفادة القارئ من مقالاتي.
ثامناً: أكدت أنت ان القارئ لا يحتاج الى شعر ولا خاطرة وهذا ليس من شأني ولست الوحيدة التي أكتب خواطر وشعراً فهناك أقلام كثيرة تكتب الشعر والخواطر فلماذا لم تهاجميها؟ ولماذا هوجم قلمي بالذات وهل أنا من ابتكر كتابة الخواطر أو الشعر؟
آمل أن يكون موقفي واضحا مما ذكرته الأخت منى، وسيكون هذا الايضاح هو الأخير، حيث ان استمرار الجدل لا فائدة منه.
طيف أحمد /الوشم/ ثرمداء
|