يعيش بعض المثقفين في العالم العربي في تناقض مع ثقافتهم وتنكر لها بشكل صريح علما بأن المقومات التي أهلته ليكون مثقفاً هي اللغة العربية وفنونها من آداب وبلاغة وفصاحة، ومصدر توهج واستمرار هذه اللغة هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فإذن لماذا هذا التنكر ونحن نطل على المثقفين ونطربهم من خلال هذه اللغة؟، حتى الشعراء والأدباء الذين تأثر بهم هؤلاء المثقفون هم من الذين التزموا بها وجعلوا إبداعهم من خلالها، والمثقف العربي اليوم لا يستطيع أن يوصل رسالته إلى الأمة إلا إذا كان متمكناً من اللغة كتابة وتحدثاً، ونحن ندرك ان هؤلاء المثقفين يعون ذلك جيداً ولكن قد تكون الدعوات التي ربطت هذه اللغة فقط بالعصر الجاهلي ولم تربطه بالقرآن الذي أعطى هذه اللغة دعماً قوياً حيث جعلها لغته كما أسلفت ولو تتبعنا الكثير من الكتابات الأدبية والشعرية التي قيلت في العصر الإسلامي نجد ان معظمها متفقة مع المنهج القرآني فمن هنا يصاب الإنسان بالدهشة والاستغراب عندما يجد بعض المثقفين العرب يهمشون ثوابت الأمة من هذه اللغة علما بأنه يكتب بعض الألفاظ المرتبطة بالثوابت مثل والله من وراء القصد التي عادة يختتم بها الكتاب أو الرسالة واليوم عندما أتحدث عن المثقف العربي فإنني أتكلم عن المسلم منهم لأنه استخدم هذه اللغة ووظفها بطريقته الخاصة ولم يستشعر مضامينها وارتباطها في الجانب التأصيلي فلهذا ينبغي على من توجد لديه هذه العلة بين المثقفين العرب أن يستحي وليتق الله ربه في لغته العربية التي يستخدمها في أمور حياته وأن يجعل ثوابت هذه الأمة شاهدة في هذه اللغة التي متى ما تعاملنا معها بشكل صحيح استطعنا خدمة عقيدتنا الإسلامية وتقديمها للإنسانية بالصورة التي ترضي الله وتحقق السعادة للأمة. والله الموفق.
|