منذ فترة طويلة والمعماريون ومخططو المدن يصرخون طالبين إيقاف تنفيذ عمائر بها شرفات (بلكونات) ولا حياة لمن تنادي.. بالأمس مررتُ بأحد الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض ولاحظت وجود عدد كبير من الشرفات تكسو العديد من العمائر السكنية، ولاحظتُ أن معظمها لا تستخدم، وهذا الأمر طبيعي لسببين رئيسيين.. السبب الثاني المناخ، والأول عادات وتقاليد المجتمع التي تهتم بقضية الخصوصية..
البلكونات الخارجية عبارة عن عنصر معماري دخيل (غريب) جاء به مهندسون عرب من دولهم التي لها مناخ يختلف عن مناخنا وثقافة تختلف عن ثقافتنا، وقد نجحت البلوكنات في ديارهم وتبين فشلها في ديارنا، وكم رأينا بلكونة أصبحت ملقفاً للغبار ومستودعاً للأتربة.. وما زلنا نقلد..
وكم رأينا بلوكنة مغلقة بطريقة عشوائية بشعة شوهت المبنى والمدينة.. وما زالت تلك البلكونات تتواجد في مبانٍ منفذة حديثاً.. وكم ضاعت مساحات في بلكونات كبيرات غير مستخدمات، وهكذا نهدر أموالنا ونرهق اقتصادنا الوطني.. والعار ثم العار على كل معماري يتجاهل تلك النقطة الحساسة ويروج للأفكار والعناصر المعمارية الدخيلة التي لا تناسب ثقافتنا ومناخنا.. وللتصميم أصول.
|