يده على رأسه ملطخة بالدماء.. رأسه مفلوعة ومعه اثنان او ثلاثة من أصحابه في مدخل الطوارئ.. يدخل القسم لا يريد ان يكلم احداً ولا أحداً يكلمه.. الأطباء والممرضون مشغولون مع حالات أخرى اشد خطورة ولكنه لا يريد ان يقتنع بالرغم من محاولات رجل الأمن المسكين الخاص بالمستشفى باقناعهم.. يحدث ارباكاً وفوضى ويحاول اختلاق معركة أخرى يتضارب فيها مع الأطباء او رجال الأمن غير التي اتى منها وفلع فيها رأسه.. أصحابه يحاولون فرض رأيهم على الجميع وكأن من أمامهم من أطباء كراتين مجوفة لا تفهم وهم الذين يعرفون ويعلمون وغيرهم ضائعون.. وهكذا مثل هذه المشاهد تتكرر دائماً ولا أقول يومياً بل في كل ساعة تقريباً.. كل مريض يأتي حتى لو انه يشتكي من رشح بسيط يرى ان حالته هي الأخطر والتي لا يمكن ان تنتظر مع الآخرين وبمجرد انتظاره ولو لبضع دقائق يعتبره تسيباً واهمالاً من المستشفى وتضييعاً لوقته الثمين. يأتي الى الطوارئ وقد وضع في نفسه مسبقاً ان جميع المستشفيات تهمل مرضاها ولن يجد من يعطيه العلاج اللازم ولا العناية الكافية.. وان الطبيب والممرض ورجل الأمن المسكين لن يستطيعوا فعل شيء ضده لو انه تنرفز عليهم او استعرض عضلاته قليلاً ان لم يعجبه شيئاً.. وبكل بساطة لان المدير والإدارة وعلى رأسهم الوزارة ستكون مع المريض دائماً ضد منسوبيها مهما كان السبب وهو في مأمن لان القاعدة تقول: المريض على حق دائماً.
شخص وضيع خريج الشوارع والسجون يأتي للطوارئ فاقداً لعقله ثملا يطول لسانه ويده على أطباء حملوا أعلى الشهادات وهبوا أوقاتهم وعلمهم لخدمة الناس وهم عرضة لمثل هؤلاء ولا احد يستطيع ان يفعل شيئاً!!.
أو آخر يرى انه فوق الجميع متكبراً متغطرساً يعتقد ان الكل يجب ان يكون تحت إمرته ورهن اشارته وفي خدمة مريضه.. وخطة العلاج يجب ان تسير على مزاجه.. تصوير اشعة او محلول او إبرة او تنويم او خروج او غير ذلك فما يمليه عليهم يجب أن ينفذ ويا ويل من يعارض!! حال من يعمل في الطوارئ تدعو للشفقة لا قوة تسنده على مريضه ولا رادع يردع مريضه عنه.. وهو المسكين في فوهة المدفع يهادي ويسترضي ويقنع ويكذب أحياناً ليخلص نفسه.. أما رجل الأمن الذي من المفترض أن يمنع اولئك العناتر فهو لا يستطيع تحريك ساكن فلو تصادم مع أحدهم فلا احد يقف معه وفي النهاية تدور الدائرة عليه ويمكن ان يخسر وظيفته التي قد لا يتجاوز راتبها الألفي ريال إذن لماذا يدخل نفسه في معارك هو في غنى عنها يمكن ان تنشب بين الطبيب والمريض وليس بينه وبين المريض.. ويكون هو شاهداً على أحدهم لا مشهوداً عليه.. ان اعطاء هؤلاء صلاحيات أكثر وثقة اكبر ودعماً اقوى من مسؤوليهم لضرورة يجب ان تتخذ لتعود للطبيب هيبته ووقاره وليسير العمل في الطوارئ على الوجه العلمي المطلوب لا حسب ما يراه المريض وذووه. الوضع مخز ومزر في نفس الوقت ويحتاج الى وقفة عاجلة من المسؤولين فشعور الطبيب بالامان في عمله وأنه يعالج مريضه وفقاً لما يمليه عليه علمه وضميره وامكانات المستشفى دون أي ضغط خارجي عليه لهو ضرورة ليقدم خدمة افضل وعلاجاً انجح ونرتقي بخدماتنا الصحية الى المستوى الذي نصبو اليه.
للنادي الأدبي بحائل شكر وتقدير
لقد سرني واسعدني جداً الإهداء الجميل الذي وصلني على بريدي في جدة من النادي الأدبي بحائل بعد زيارة سابقة لي للنادي وطلب مني بتزويدي بآخر اصداراته فكان هذا الإهداء والمتضمن لرواية الأديرع للأستاذ صالح بن عبدالعزيز العديلي وقصص قصيرة «ظلال رجال هاربين» للأستاذ جار الله الحميد وآفاق الرؤية وجماليات التشكيل للدكتور محمد صالح الشنطي وقصص قصيرة «بورتريه للسيد مطيع» للأستاذ سعود الجراد والعدد الأخير لمجلة رؤى مرفقاً مع كل هذا خطاب جميل اخجلني جداً من سعادة الدكتور عبدالرحمن الفريح نائب رئيس النادي الأدبي.. فله ولجميع الاخوة في النادي الأدبي بحائل الشكر والتقدير.
www.drabdulaziz.jeeran.com
|