إشعال جبهة جنوب لبنان

تسعى اسرائيل إلى الافادة إلى أبعد مدى من الوجود العسكري الأمريكي المكثف في العراق، بكل ما يوحي به هذا الوجود من قوة مادية وسطوة سياسية، تتقوى بهما اسرائيل في اطار اعتداءاتها المستمرة على الدول العربية.
ويعكس التصعيد الاسرائيلي في جنوب لبنان هذا التوجه، حيث تعمدت اسرائيل منذ اغتيالها قبل عدة أيام أحد كوادر حزب الله بتفجير سيارته، أن تبقي على التوتر وهي تعلم أن الحزب سيرد على ذلك الاعتداء، ومن ثم راحت ترسل طائراتها بصفة يومية لتقوم بغارات وهمية استفزازية.. وفي المنظور البعيد فان اسرائيل لا يهمها أن تشتعل كافة المنطقة باعتبار أن ذلك يتيح لها التحلل من الالتزامات تجاه السلام بما في ذلك خارطة الطريق..
وتتحين اسرائيل أي فرصة بل وتسعى إلى خلقها للاعتداء على لبنان، ربما لاعادة الاعتبار لنفسها بعد اللطمة القوية التي تلقتها وهي تجر أذيال الخيبة وتسحب قواتها من لبنان تحت ضربات المقاومة قبل سنتين.
هذه الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية تشمل سوريا أيضاَ حيث تفيد اسرائيل هنا من اجواء التهديدات الأمريكية لسوريا لتنصب من نفسها الاداة الأمريكية لتنفيذ الاجراءات والتعليمات ولتحقق في ذات الوقت اهدافها المتمثلة في اسكات سوريا عن مطالبها الشرعية في الجولان. وهو أمر لن تستطيع اسرائيل تحقيقه مهما اوتيت من قوة، ومع ذلك فإن جنون العظمة الذي ابتليت به يصور لها أنها تستطيع اخضاع جيرانها بقوتها وبعضلات الذين يؤيدونها..