*تل أبيب د ب أ:
حمّلت حركتا حماس والجهاد اسرائيل مسؤولية الهجومين اللذين اسفرا امس عن سقوط اربعة قتلى وعدد من الجرحى وقالتا انهما نتيجة طبيعية للممارسات القمعية الاسرائيلية. واكدت الحركتان التزامها بالهدنة بينما كان اول فعل اسرائيلي الاعلان عن ارجاء الافراج عن العشرات من السجناء الفلسطينيين الذين كانت اسرائيل قالت انهم سيتم الافراج عنهم يوم امس الثلاثاء..
وقالت الشرطة الاسرائيلية ومسؤولو الاغاثة ان مهاجمين نفذا عمليتين في إسرائيل والضفة الغربية صباح امس الثلاثاء مما أسفر عن مقتلهما وإسرائيليين اثنين وإصابة 12 آخرين على الاقل، أربعة منهم إصاباتهم خطيرة. وفجر فدائي نفسه بعد الساعة التاسعة صباحا بوقت قصير في سوق تجاري في بلدةروش عين بوسط إسرائيل شمال شرق تل أبيب القريبة من الضفة الغربية.
وكانت تقارير أولية غير مؤكدة قد ذكرت أنه عثر على جثتين في موقع الحادث وأصيب تسعة آخرون، وقالت الشرطة ان منفذ الهجوم كان يحمل قنبلة صغيرة نسبيا ومنعه حارس أمني من دخول السوق التجاري على ما يبدو، وبعد ذلك بساعة اقترب مهاجم آخر من مستوطنة إرييل وهي أكبر مستوطنة في شمال الضفة الغربية وفجر نفسه في محطة حافلات بالقرب من المدخل. وقال عامل إنقاذ انه عثر على جثتين في موقع الحادث إحداهما جثة منفذ الهجوم فيما يبدو.
وأضاف ان رجال الاسعاف نقلوا إلى المستشفى شخصين آخرين تعرضا لاصابات خطيرة.
وقبل انفجار روش عين وضعت الشرطة في حالة تأهب في المنطقة في أعقاب تهديدات بأن شخصا يشتبه أنه مهاجم تسلل إلى منطقة ساحلية بوسط إسرائيل، وأقامت الشرطة حواجز على الطرق في المنطقة وأجرت تفتيشاً على السيارات.
وفي اعقاب الهجومين اعلنت اسرائيل ان ارجاء الافراج عن 76 سجينا فلسطينيا كانت زعمت انه من المقرر الافراج عنهم أمس.
ونسبت رويترز الى مصدر اسرائيلي قوله ان التأجيل يأتي ردا على الهجومين اللذين وقعا صباح امس..
وقال المصدر انه لم يتضح الى متى سيتأجل الافراج عن السجناء.
والسجناء الذين كان من المقرر الافراج عنهم ظهر امس بتوقيت فلسطين كانوا محتجزين بتهم جنائية مثل دخول اسرائيل بشكل غير مشروع او سرقة سيارات.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد وصفوا الافراج عن هؤلاء السجناء بأنه إجراء صوري.
هذا وقد حملت حركتا المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي اسرائيل مسؤولية العملية التي وقعت في المركز التجاري معتبرتين انها تشكل «نتيجة طبيعية» لموقف اسرائيل. وأكدتا في الوقت نفسه التزامهما بالهدنة.
وقال اسماعيل هنية احد قادة حماس لوكالة فرانس برس «من السابق لاوانه ان نحدد الجهة التي تقف وراء العملية».
لكنه رأى ان هذه العملية جاءت «نتيجة طبيعة للموقف الصهيوني المتعنت الرافض للالتزام بالمبادرة التي طرحتها فصائل المقاومة والقائم على استمرارالعدوان والخروقات والجرائم ضد الشعب الفلسطيني بما في جرائم الاغتيال التي نفذت ضد العديد من قيادات وكوادر فصائل المقاومة».
وحمل هنية «العدو الاسرائيلي مسؤولية حالة التدهور نتيجة هذا الرفض والتعنت»، مؤكدا «التزام حماس بالهدنة»، لكنه قال ان «الجرائم الصهيونية تدفع الشعب
الفلسطيني بالدفاع عن نفسه».
من جهته، قال محمد الهندي احد قياديي حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين لوكالة فرانس برس ان اسرائيل «تتحمل مسؤولية كل هذا العنف بضربها عرض الحائط كل ترتيبات التهدئة والهدنة الفلسطينية».
واضاف الهندي «لا يمكن للشعب الفلسطيني ان يستمر ويعد خروقات اسرائيل التي لم تحترم الهدنة وتتحمل مسؤولية كل العنف في المنطقة». مؤكدا في الوقت نفسه «التزام الفصائل الفلسطينية بالهدنة».
وكرر القيادي في الجهاد الاسلامي ان «اسرائيل هي التي لم تحترم الهدنة وتتحمل بذلك مسؤولية العنف في المنطقة».
السلطة تدين الهجومين وأبومازن يقطع جولته
وأدان محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني أمس الثلاثاء الهجومين الفلسطينيين على إسرائيل واللذين أسفرا عن مقتل إسرائيليين اثنين وجرح 12 آخرين بالإضافة إلى مصرع منفذيهما.
وقال نبيل عمرو وزير الإعلام الفلسطيني الذي يرافق عباس في جولته الخليجية لرويترز إن عباس سيقطع زيارته الخاصة وسيعود للأراضي الفلسطينية.
وقال عباس في مكالمة هاتفية من قطر لرويترز «أندد بالعمليتين التفجيريتين ضد الإسرائيليين.
كما أندد بالاستفزاز الإسرائيلي المتكرر الذي بلغ ذروته في نابلس وغيرها».
وأضاف أنه قرر قطع زيارته إلى الخليج والعودة إلى الأراضي الفلسطينية ظهر اليوم.
وشدد عباس على ضرورة توفير الاجواء المناسبة للانتقال إلى المسار السياسي بعيدا عن الاسلوب الذي تنتهجه إسرائيل الذي قال انه يتناقض تماما مع التهدئة وتنفيذ خارطة الطريق.
ومضى يقول «السلطة ستواصل جهودها للحفاظ على الهدنة والتهدئة».
ومن جانبه أكد وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الامن محمد دحلان أمس ان السلطة الفلسطينية تعارض العمليات الانتحارية لكنه حمل إسرائيل مسؤولية وقوع الهجومين..
وقال دحلان لوكالة فرانس برس «نحن ضد أي عمليات من هذا النوع». لكنه اضاف «يجب ان يكون واضحا لحكومة إسرائيل انه يجب ان تتصرف بشكل أكثر مسؤولية وان تمتنع عن استفزاز الشعب الفلسطيني كما حدث في نابلس وكما يحدث في الجدار العنصري».
ورأى ان «من يتخذ القرار ضد النشطاء الفلسطينيين هو حكومة إسرائيل»، متهما الحكومة الإسرائيلية ب«ادخال المنطقة في دوامة من العنف استمرت ثلاث سنوات ويجب ان تتوقف لكي لا نعود إلى المرحلة السابقة».
|