المتمردون يتوقعون استمرار القتال
ثلاثة رؤساء أفارقة يحضرون تسليم رئيس ليبيريا السلطة لنائبه

  * مونروفيا نيروبي الوكالات:
ليس ثمة ما يشير الى ان ليبيريا التي طحنتها الحرب ستعرف السلام حتى بعد تسليم رئيسها تايلور السلطة لنائبه ومغادرته البلاد فهناك من يحذر من فوضى عارمة بعد رحيل تايلور الذي تم امس بعد مراسم وداع اشترك فيها ثلاثة رؤساء أفارقة.
وقد سلم تشارلس تايلور الحكم الى نائبه موسى بلاه قبل الساعة 59 ،11 أي قبل الظهر بدقيقة بتوقيت غرينتش وهو ذات توقيت ليبيريا وذلك اثناء حفل حضره ثلاثة رؤساء دول أفريقية، وهم الجنوبي أفريقي ثابو مبيكي والغيني جون كوفور والموزمبيقي جواشن شيسانو.
وكان تايلور اكد يوم الاحد انه سيعود مرة اخرى الى ليبيريا متهما الولايات المتحدة على اجباره على الاستقالة حيث قال اننى لم اطلب الاستقالة من منصبي أو اسعى اليها بل اجبرت عليها من جانب قوة عظمى هى الولايات المتحدة.
وفي خطاب الوداع، اتهم تيلور الولايات المتحدة بمساندة جيوش المتمردين التي تمكنت من شل حركة القوات الحكومية داخل العاصمة مونروفيا.
وقال «يمكنهم إيقاف تقدم كلابهم الآن، وبوسعنا أن ننعم بالسلام».
وقال «أحب هذا البلد حبا جما»، وأضاف «هذا هو السبب الذي جعلني أضحي بالرئاسة».
ويواجه تيلور تهماً تتعلق بجرائم الحرب من قبل محكمة جرائم الحرب في سيراليون لاسيما دوره في الحرب الاهلية التي شهدتها تلك الدولة، ومن المتوقع أن يتلقى عرضا باللجوء من نيجيريا على الرغم من أنه سيظل هاربا من وجهة نظر المحكمة، وحذر المتمردون والقوات الحكومية من استمرار العنف مع رفض المتمردين المرشح الذي اختاره تيلور ليخلفه، وذكر متحدث حكومي أن الموالين قد يواصلون القتال بدلا من أن يخضع مصيرهم لفريق حاكم انتقالي ضعيف.
ووعد المفاوضون من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في أكرا بغانا بأن حكم موسى بلاه الانتقالي سوف يستمر فقط لحين اتخاذ الترتيبات لاختيار رئيس مؤقت ربما في غضون أيام.
الى ذلك استمر الليبيريون يعانون من النقص في المواد الغذائية والمياه حتى يوم أمس الأحد قبل يوم واحد من مغادرة تايلور.
وتواصل وكالات الاغاثة الانسانية مطالبتها بتحسين الوضع الأمني وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الانسانية.
وحذر رئيس أساقفة مونروفيا ميشيل كباكالا فرانسيس يوم الاحد من أن السكان واللاجئين في ميناء بوكانان ثاني أكبر المدن في ليبيريا قد باتوا محاصرين.
وقال فرنسيس لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن «الناس هناك ليس لديهم أى طعام أو دواء».
وقال إن ثمانية آلاف شخص قد لجأوا إلى مقر البعثة الكاثوليكية الرومانية في بوكانان، وقال مسؤولو الحكومة الليبيرية إن المتمردين خارج العاصمة لم يلتزموا بوقف إطلاق النار الهش بينما تردد أن القتال ما زال مستمرا في مدينة جبارنجا الشمالية بيد أن ذلك لم يتأكد من جهات مستقلة.
كما أن تمركز وكالات الاغاثة حول العاصمة قد أدى إلى غياب مصدر هام للمعلومات حول طريقة معيشة السكان خارج المناطق السكنية الكبرى. وأدى نزوح 450 ألف لاجئ إلى العاصمة مونروفيا إلى زيادة تعداد سكانها إلى حوالي 3 ،1 مليون نسمة يتلقون معونات متفرقة من وكالات الاغاثة.
ويواصل المتمردون الذين يسيطرون على ميناء مونروفيا مقاومة الضغط بشأن السماح بمرور ما قال مسئولو الاغاثة إنها إمدادات عاجلة من الادوية والاغذية.