* القاهرة - انصاف زكي:
طرائيعوا.. الليل بالي بالك.. كلم ماما.. ربنا يخلي جمعه.. عسكر في المعسكر.. عايز حقي.. شقة سيد.. كده اوكيه.. هذه عينة من أسماء الافلام السينمائية والمسرحيات التي تعرض حاليا على شاشات دور العرض السينمائي وخشبات المسارح بالقاهرة، وهي أسماء رغم طرافتها وغرابتها تحمل الغازا بقدر ما تحمل مفتاحا للدخول الى قلب العمل أو فهمه.. فاختيار عنوان أو اسم للفيلم أو للعمل المسرحي أصبح لدى القائمين على هذه الاعمال يمثل عنصراً فريدا من نوعه ليس في كونه له ارتباط ضروري بالعمل وليس للتعبير عنه أو حتى حمل دلالة ما تلقي الضوء على هذا العمل ولكن فرادته وغرابته تعود في المقام الأول لجذب المشاهد بدغدغة حواسه والحصول على أعلى الايرادات، وتبارى القائمون على هذه الاعمال على ابتكار أسماء وعناوين تحقق أهدافهم دون مراعاة أية ضوابط أو معايير وليس مهماً تدني الذوق العام أو الحفاظ على الاخلاقيات وبنظرة سريعة الى أسماء أفلام ومسرحيات هذا الموسم نجدها جمعت بين الطرافة والغرابة وبين كلمات غير مفهومة تمثل ألغازاً واحاجي، فكلمة «طرائيعوا» لا ندري ما المقصود بها وهي اسم مسرحية يقدمها محمد هنيدي على خشبة المسرح حاليا، كما حملت عناوين الافلام اسماء اشخاص ودخلت الى أفراد الاسرة مثل «كلم ماما» من بطولة عبلة كامل ومنة شلبي ودنيا وفيلم «عسكر في المعسكر» بطولة محمد هنيدي، و«شقة سيد» بطولة أحمد آدم وغيرها من أسماء الافلام.
من جهة أخرى تسببت اسماء الافلام في اثارة العديد من المشاكل سواء بين صناع الفيلم أنفسهم أو بينهم وبين الرقابة على المصنفات الفنية حيث يتغير اسم الفيلم ثلاث أو أربع مرات مثلما حدث لفيلم «اللي بالي بالك» الذي قام ببطولته محمد سعد «اللمبي» فقد كان في البداية يحمل اسم «اللمبي2» ثم اعترضت الرقابة بعد مشاكل بين مؤلف الفيلم الاول والمنتج ليتغير الاسم ويصبح «مش اللمبي خالص» ثم «سعيد لالا» وأخيراً تم الاستقرار على اسم «اللي بالي بالك» وكلها اسماء غريبة لا ترتقي بالذائقة الفنية بل تعمل على تدنيها أكثر على العكس من الاسماء الجميلة لروائع التراث السينمائي مثل «شاطئ الذكريات» و«أيامنا الحلوة» و«رسالة غرام» و«روعة الحب» و«الأرض» وغيرها.
وإذا كان لكل مرحلة فنية عنوانها فإن الوصف الذي يتسق مع المرحلة التي نعيشها اليوم كما يرى العديد من نقاد الفن السينمائي فهو مرحلة اللمبي حيث كل شيء سطحي وليس له أي منطق أو عقل ويعتمد على التغريب والشاذ في حياتنا.
|