يحتاج القاموس اللفظي الذي نستخدمه بإزاء المواقف التي تواجهنا في الحياة.. إلى مراجعة بين فينة وأخرى، وذلك من كونه قاموساً سلبياً يعزز الموقف إلى قاموس إيجابي يخفف مأساة الموقف. الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم عندما غضب قال:
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وهو بهذا القاموس اللفظي السام.. عمق المأساة وزادها ألماً.. فنتج عنه حروب وصراع ودماء. وربط الكل بالمشكلة وزاد التصاق قبيلته بالحالة، ورسخ الموقف في عقله الباطن.. مثلما هو الموقف الآن راسخ في تاريخنا الأدبي.هذا الكلام ينطبق تماما على الأم أو الأب اللذين يعمقان من مأساة الموقف بقاموس لفظي ساخن عندما يخطىء الطفل الصغير، كأن يكسر الكأس الذي في يده. مما ينعكس سلباً على سلوك هذا الصغير مستقبلا.الصواب في مثل هذه الحالات هو إعادة تشكيل سياق الموقف مع الصغار الذين يخطئون.. عن طريق قاموس لفظي إيجابي يفك ارتباطهم بالمشكلة، استنادا على المبدأ الديني الذي يخفف ألم المصيبة بقولنا: «قدر الله وما شاء فعل».. أو {انا لله وانا اليه راجعون}. التأنيب والسخرية والسب.. قواميس عنيفة ذات أثر شامل سواء على الذي أطلقها أو على الذي استقبلها، فيما الكلمات اللطيفة قواميس مشجعة ومحفزة لكلا الطرفين، وأهم شيء أنها تفك ارتباطنا بالمشكلة لتبقى في مكانها ولا تنتقل إلى تاريخنا الشخصي كذكرى سلبية عنيفة.
|