الحديث عن الفدائيين على كثرته يبدو رائعاً.. والتعرض لدور الفدائي العربي على جبهة القتال الطويلة مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مملاً.. بل إن الكاتب وهو يواجه من الجديد عن بطولات الفدائيين الشيء الكثير يصعب عليه أن يناقش مواضيع أخرى بعيداً عن التعرض لهؤلاء.. كقوة أقلقت إسرائيل وأبت الصلح وأصرت على القتال والتحرير..
الحديث عن الرجال الذين صمموا على الصمود.. وأعلنوا الرغبة بالموت.. ثمناً لتحرير الأرض التي دنسها الطغاة.. ثمناً للكرامة العربية التي تتعرض للإهانة والاحتقار.. الحديث عن هؤلاء جزء من الثمن الذي على الكاتب العربي أن يقدمه في معركة الصمود.. كإسهام في استعادة الأرض وتحرير المقدسات والانتقام من صلف إسرائيل وغطرستها.
الفدائيون بمن استشهد منهم وبمن هو في طريقه إلى الاستشهاد أحياء في كل قلب.. صورهم دائماً وبشكل مستمر مشرقة أمام أنظارنا.. وبطولاتهم مصدر اعتزازنا كعرب.. وسبب ثقتنا في أن النصر لنا مهما طال الزمن.. وهم بعملياتهم التي تتضاعف مع العدو يوماً بعد آخر يزيدوننا ثقة في القدرة العربية على المواجهة.. ويعلنون للملأ أن الحق لا يستعاد إلا بالقتال الطويل.. والصمود الذي لا يلين.. وإن العربي بالظروف الصعبة التي يعيشها يمكنه قهر العدو وضربه ضرباً موجعاً حتى يعلن الاستسلام.. ويتنازل عن كبريائه واعتداده المتناهي بقوته واستعداده.
إن القضية التي نطالب بها.. ونقاتل من أجلها.. هي قضيتنا.. وقضيتنا عادلة كما يشهد بذلك التاريخ.. ومن هنا فإن الفتور غير وارد في أذهاننا.. فقط نريد التأكيد بأن فزع إسرائيل من الحركة المستمرة للفدائي العربي.. إنما يعني أن قتالنا وان معركتنا دخلت مرحلة مشرفة ومشجعة بشكل يفوق ما سبق الخامس من يونيو عام 67 وابتداء من عام 48 رغم فارق الزمن بين الفترتين.
إن الصمود الذي يقفه الفدائي العربي على خط النار، والتمركز السليم الذي أخذه هذا الإنسان المقاتل.. بالاضافة إلى الدعم الذي يتلقاه من هذا البلد والدول المخلصة معنا لتحرير الأرض من غاصبيها لأمل سيحقق النصر الكبير إن شاء الله.
|