* الجبيل - عيسى الخاطر:
الجبيل الصناعية قلعة الصناعات تلك المدينة الحلم التي أصبحت حقيقة تعانق كبريات الدول العالمية وذلك لما تزخر به من صناعات كيماوية وبتروكيماوية، المدينة التي كانت عبارة عن رمال على شاطئ الخليج العربي وتحولت إلى مدينة صناعية يشار إليها بالبنان بفضل اهتمام ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله وعاه - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبمتابعة حثيثة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الذي يقف على كثير من المشاريع فيها وتحظى باهتمام كبير من لدن سموه، هذه المدينة الواعدة قدمت وما زالت تقدم الانجازات التي تمت بها فهي خير شاهد على تقدمها واستمرارها في الرقي في خطى واثقة نحو أفق أفضل في مجال الصناعة والاستثمار والسياحة ومن الانجازات الجديدة التي حظيت بها مدينة الجبيل الصناعية هي:
تم انشاء محطة الضخ الثانية لرفع طاقة شبكة التبريد من 12 مليون متر مكعب في اليوم إلى 26 مليون متر مكعب في اليوم وذلك لمقابلة الطلب على مياه التبريد من الصناعات الأساسية، ويتكون المشروع من منشآت خرسانية عمقها 15 متراً تحت سطح الأرض تتصل بها مناخل اسطوانية لتنقية المياه وأربع عشرة مضخة تبلغ طاقتها الاجمالية 16 مليون متر مكعب في اليوم وحوض لسحب مياه البحر يبلغ عمقه 14 متراً وعرضه ما بين 85 إلى 125 متراً وطوله 120 متراً ومعمل لتصنيع مادة الكلور ويعمل بطاقة «1770» متراً مكعباً في اليوم تضخ في القناة لمنع تكوين الطحالب وقناتي امداد بطول «600» متر وعرض «55» متراً وعمق «5» أمتار اضافة إلى ورش ومبان مساندة، وقد استغرقت عملية تنفيذ المشروع سنتين ونصف السنة وبلغت تكلفة انشائه «520» مليون ريال.
وعن الطرق الحديثة والجسور طرق الصناعة التي تربط المنطقة السكنية مع منطقة الصناعات الثانوية كما تمت توسعة الطريق السريع رقم «3» والطريق رقم «195» والطريق رقم «274» وطريق الشاطئ أما اجمالي طول الطرق المنفذة بالجبيل الصناعية فيبلغ «826» كم ونفذت جميعها بمواصفات عالمية عالية ولسهولة حركة المركبات بأمن وأمان داخل المدينة الصناعية ولربط مداخل المدينة الصناعية بالطرق السريعة العامة، ولمواكبة التوسع الصناعي الحالي والمستقبلي أنشأت الهيئة الملكية العديد من الطرق والجسور بلغت تكلفتها نحو «300» مليون ريال وهي المرحلة الأولى والثانية من الطريق السريع «1» وطريق سريع ذي ستة مسارات يربط المنطقة السكنية في مدينة الجبيل الصناعية بطريق الجبيل/ الدمام السريع. وطريق السلامة يربط المنطقة السكنية مع المنطقة الصناعية ويستخدم أيضاً للاخلاء عند الحاجة لا سمح الله وطريق أبو حدرية طريق سريع بأربعة مسارات يربط الطريق السريع رقم «6» باتجاه الغرب مع طريق أبو حديرة السريع بواسطة جسر علوي، ونظراً للتوسع الكبير في الصناعات ولتزايد الكثافة السكانية في مدينة الجبيل الصناعية فقد دعت الحاجة إلى توسعة وحدات الانتاج والتخزين الاستراتيجي للمياه التي اشتملت على توسعة ورفع كفاية وحدات التناضح العكسي والمرافق المساندة لها حيث تم اكمال مشروع رفع كفاية وحدات انتاج المياه من الآبار من طاقة «285 ،10» أمتار مكعبة في اليوم إلى 650 ،22» متراً مكعباً في اليوم وتم انشاء ثمانية خزانات لمياه الشرب بسعة تخزين اجمالية «766 ألف متر مكعب» وبقطر «90» متراً وارتفاع «15» متراً تقريباً لكل منها لتلبية الطلب المتزايد على المياه ولرفع كفاية تخزين المياه في المدينة وبلغت تكلفة هذه التوسعة «254» مليون ريال.
كما تم توسعة ارصفة ميناء الملك فهد الصناعي استجابة للنمو الصناعي وللحد من الاختناقات الحالية للتصدير حيث قامت الهيئة الملكية وبدعم سخي من الدولة باعتماد توسعة الأرصفة، وتمشياً مع الخطط التوسعية في المدينة تم انشاء العديد من المشاريع الأخرى اللازمة وسيتم بإذن الله إنشاء مرفأ البتروكيماويات رقم «2» والأرصفة رقم «31 ،32 ،33 ،34 ،35 ،37» ومحطة توزيع كهربائية رئيسية بطاقة «2000 ميقا فولت أمبير» ويتم تنفيذها على مراحل وتبلغ تكلفتها الاجمالية «4 ،1» بليون ريال رصدت لها الدولة في هذه المرحلة أكثر من «450» مليون ريال.
كما تبنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع منذ انشائها مسؤولية توفير التدريب التقني للشباب السعودي لتؤهلهم للعمل في مختلف الصناعات ومن هذا المنطلق تقوم الهيئة الملكية بإنشاء معهد الجبيل التقني لتدريب الشباب السعودي في مختلف التخصصات المهنية اللازمة لسوق العمل تمشياً مع توجهات ولاة الأمر حفظهم الله وتوفير فرص العمل للمواطنين في مختلف الوظائف المهنية التي تشمل التخصصات التالية تقنية الكهرباء الصناعية، تقنية الأجهزة الدقيقة والتحكم والتصميم والرسم بالحاسب الآلي، تقنية الصيانة الصناعية، تقنية اللحام الصناعي، تقنية أنظمة التكييف، تقنية آلات الاحتراق الداخلي والنجارة وسيتم انشاء ورشة متخصصة لكل تخصص قابلة للتوسع في المستقبل ويشمل المشروع المرافق والمباني المساندة اللازمة مثل سكن الطلاب وجامع ومرافق رياضية وترفيهية ومطعم ومكتبة ستكون مدة الدراسة فيه سنة ونصف السنة يقضي منها المتدرب أكثر من 85% من وقته في الورش المتخصصة ومن المتوقع أن يستوعب بعد انشائه بإذن الله أكثر من «1500» متدرب لخدمة مختلف القطاعات الصناعية في المملكة العربية السعودية وقد بلغت تكلفة تأمين وتجهيز الموقع والتركيب والفحص والتشغيل المبدئي «15» مليون ريال.
كما لا يغفل عن الجوانب الصحية حيث افتتح مركز تدريب الصحة العامة وهو لتدريب العاملين في المرافق الخاضعة لاشراف الصحة العامة التابعة للهيئة الملكية بالجبيل ومن خلال اهتمامها في هذا الجانب احتفلت في يوم الافتتاح بمرور خمسة عشر عاماً متواصلة من دون حوادث تسمم غذائي في مدينة الجبيل الصناعية.
كما قامت الهيئة الملكية بالجبيل بتسخير جميع جهودها وامكانياتها المتاحة واهتماماتها الخاصة لكل ما من شأنه الرقي بمستوى الثقافة والتعليم لأبناء هذه القلعة الصناعية المتميزة من مملكتنا الغالية وحرص الهيئة الملكية على توفير ما يتعلق بتربية النشء وتهيئته للاندماج في عصر التقنية فقد تمت دراسة مشروع اقامة مركز علمي شامل لتوضيح جوانب التقنية والعلوم المختلفة بطريقة شائقة ترفيهية يتفاعل معها الزائر من خلال انشاء مركز الجبيل الصناعية للعلوم الذي يهدف إلى تنمية وتطوير المواهب العلمية ويحتوي المركز على العديد من المعروضات العلمية التي تتعلق بالميكانيكا الحرة والصوت والضوء والكهرباء والمغناطيس وطاقة الرياح والطاقة الشمسية اضافة إلى العديد من وسائل النقل كما يشتمل على أول قطار استخدم في المملكة العربية السعودية في عهد جلاله الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ويتكون من قطارة وعربة كان يستخدمها الملك سعود - رحمه الله - وأيضاً المتحف العسكري ويضم طائرة حربية ومدرعة وناقلة جنود ومحرك طائرة وصاروخ وأيضاً علم الحيوان حيث يضم بعض الحيوانات التي تعيش في بيئتنا وعن الحياة الفطرية في بيئتنا الطبيعية ويضم أيضاً ركن الحاسب الآلي وعيادة طبية مصغرة وكل ما هو علمي ومفيد.
وضمن الخطط العامة للهيئة الملكية إنشاء المواقع الترفيهية والسياحية وتهيئتها لتوفير الراحة والرفاهية لساكني مدينة الجبيل الصناعية وزائريها وذلك من خلال انشاء التجهيزات الحديثة على شواطئ الجبيل الصناعية حيث تمتاز بطول شواطئها التي تبلغ قرابة «45» كيلو متراً حيث تم استغلال جزء منها في الترفيه عن السكان وتمت زراعتها بالشجيرات والأشجار اضافة إلى توفير المظلات وأماكن جلوس العائلات التي أحيطت بأسيجة نباتية لإضفاء نوع من الخصوصة عليها كما تم تخصيص منصات على الشواطئ لهواة صيد الأسماك كما زودت بأماكن لرسو القوارب ومراكب التنزه وسباقات الدراجات المائية كما شارك القطاع الخاص في انشاء العديد من محلات بيع الوجبات السريعة والمطاعم ذات الشهرة العالمية.
والمنتزهات من أهم ما يبحث عنه السائح فقد عملت الهيئة الملكية بالجبيل على تطوير العديد من المنتزهات منها:
منتزة الدفي تبلغ مساحته «360» ألف متر مربع يحتوي على «800 ،6» شجرة وقد كسيت مساحة وقدرها «105» آلاف متر مربع من مسطحاته بالنجيلة العشبية الخضراء وتم تركيب وحدات ألعاب أطفال في مواقع مختلفة وتوفير صنابير لمياه الشرب ودورات المياه وملاعب لكرة القدم وكرة الطائرة.
ومنتزه الأندلس وتبلغ مساحته «260» ألف متر مربع ويحتوي على «4695» شجرة.
كما أنشئ مؤخراً منتزه شاطئ الفناتير وذلك في اطار الجهود التي تبذلها الهيئة الملكية بالجبيل في السعي الحثيث لزيادة الرقعة الخضراء وتشييد المواقع الترفيهية وتبلغ مساحته «113» ألف متر مربع وتم في داخله انشاء طرق جديدة ورصف بطول «4000» متر وممر للمشاة على طول الساحل بعرض «10» أمتار كما تم انشاء ثماني وحدات ملاعب أطفال.
منتزه شاطئ النخيل وهو من المنتزهات الحديثة التي تم انشاؤها مؤخراً ويجد اقبالاً من قبل مرتادي الشواطئ وخصوصاً أن الهيئة الملكية قد أقامت به عدة أنشطة مختلفة منها معرض الزهور ومعارض أخرى لاقت استحسان القاطنين بالجبيل وزوارها من خارج الجبيل ومن دول مجلس التعاون والمتنزه يقع على مساحة تبلغ «250» ألف متر مربع ويتكون الجزء الرئيسي للمنتزه من المنطقة الخلفية المزروعة بالنجيلة الخضراء بارتفاع نصف المتر على سطح الأرض بمساحة «40» ألف متر مربع ، أما الجزء الثاني فهو وجود منطقتين للألعاب تحيط بهما الأشجار تبلغ مساحة كل منها «2000» متر مربع ، أما الجزء الثالث فهو الشاطئ الرملي الذي يمتد مسافة «1500» متر
اضافة إلى متنزه شاطئ الفناتير الذي تم انشاؤه مؤخراً حيث يمتد لمسافة ثلاثة كيلو مترات بعرض معدله نصف كيلو متر على ضفاف الخليج ويشتمل على مسطحات خضراء بعرض يتراوح بين مائة وخمسين متراً ويمتد بمحاذاة الشواطئ الرملية رصيف لهواة المشي بعرض أربعة أمتار مرصوف ببلاط ملون كما يشتمل المتنزه على أماكن مخصصة لألعاب الأطفال ويعد هذا المتنزه متنفساً ترفيهياً جديداً ويأتي انشاؤه استكمالاً لتطوير الواجهة البحرية لمدينة الجبيل الصناعية التي تعد من أجمل المواقع الترفيهية حيث تهيئة مناطق مطورة مخصصة للاستثمارات السكنية والتجارية والترفيهية وينتظر أن يسهم هذا المشروع في عملية الجذب السياحي التي تشهدها المدينة كما يسهم في تحسين المستوى البيئي لها.
كما قامت الهيئة الملكية بالجبيل بإنشاء وتجهيز معامل كلية التربية للبنات بالجبيل البالغة أربعة عشر معملاً و32 فصلاً دراسياً وهي أربعة معامل للفيزياء وأربعة للحاسب الآلي واثنان للغة الانجليزية ومعملان للكيمياء ومكتبة وأيضاً انشاء وتجهيز مكاتب للإداريات وأعضاء هيئة التدريس وتهيئة مبنى المحاضرين الرجال وتجهيزه بدائرة البث التلفزيوني المغلق وتشييد روضة متكاملة للأطفال منسوبات الكلية من هيئة التدريس وإداريات وطالبات كما تم تجهيز سكن الطالبات المغتربات الذي يستوعب 100 طالبة وأيضاً انشاء قاعة للطعام وأخرى متعددة الأغراض وعيادة طبية متكاملة
|