السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نجد انفسنا في اغلب الاحيان اننا مشتتون.. في التفكير والاحساس والمشاعر.. نريد ان نحل مشكلة اقتصادية او تربوية في الابناء.. ولكن نجد انفسنا بحاجة الى من يضم احزاننا او يفسر مشاعرنا او يوجه رغبتنا.. وتكمن المشكلة في تحليلها الى افتقادنا للاولويات .. فبعضنا غير منظم.. وبالتالي نتجرع الاحساس بالاضطراب لعدم حل المشكلة.. ومن الاحساس بالافتقاد لمن حولنا فنسقط حمولنا واشياءنا لاشياء ليست اولوياتنا ولكنها مكملات غير ضرورية لاحتياجاتنا الاساسية.
اخوتي في الله: الايمان يهدىء النفوس، وذكر الله يطمئن القلب.. واركز على القلب.. من الناحية النفسية والاجتماعية لأن له أهمية كبيرة جدا في الحياة.. القلب مناط التكليف وبه الكفر والايمان والنية والقصد.
قال صلى الله عليه وسلم «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب» متفق عليه.
رأيت المعاصي تميت القلوب
وقد يورث الذل ادمانها
وترك المعاصي حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
|
هل المشاكل اثرها جسدي فقط؟ روى ابو حذيفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والارض، والآخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه» الحديث.
فالذنوب والمعاصي اطعمة مسمومة تفسد القلب كما تفسد الاطعمة المسمومة الجسد وقد تميته. قد تكون للانسان مشاكل متعددة لكن ما هي الاولويات.. ما هي الخطوة الاولى في التفكير الصحيح لحل المشكلة.. او الدخول في الحوار لتفصيلها.. ان احساسنا بالحزن والتوتر والاضطراب يجعلنا غير متوازنين.. نتشبث بأي شيء ينفس عن غضبنا او احساسنا وحاجتنا للحب.. والحب في داخلنا وايماننا هو النور.
حقيقة يجب التفكير فيها: ان استقر قلبك واطمأن واصبح قويا وثابت الفؤاد في الجانب الايماني استطعت بكل جدارة ان تتعامل مع المشكلة ايا كان نوعها الثانية، والثالثة وهكذا اما بعلاجها او التكيف معها او تصغيرها، او اعطائها حجمها الطبيعي ويأتي بعد ذلك الجانب التطبيقي العملي في تسلسل مطلوب.. تأملوا معي هذا الحديث: روى البخاري في صحيحه ان فاطمة - رضي الله عنها - اتت النبي - صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها انه جاءه رقيق - فلم تصادفه، فذكرت ذلك لعائشة - رضي الله عنها - فلما جاء «أي رسول الله» اخبرته عائشة. قال «أي علي بن ابي طالب - رضي الله عنه»: فجاءنا «أي رسول الله» وقد اخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما - فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدمه على بطني فقال: «ألا أدلكما على خير مما سألتما «يعني طلب الخادمة»؟ اذا أخذتما مضاجعكما - او أويتما الى فراشكما - فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا اربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم» ومن يتأمل الحديث يجد فيه عظمة هذا الدين، وان ذكر الله تعالى يزيل الهموم ويذهب الأحزان { أّلا بٌذٌكًرٌ الله تطمئنٍ القلوب}
طلال الناصر
|