الدور الصيفية النسائية.. تلكم المحاضن العلمية والتربوية.. تلكم الخطوات المباركة في إعمار الأوقات بالنافع المفيد والتربية على السامي من الأخلاق.. خطوات موفقة.. وفرصة طيبة.. لاحتواء النساء المسلمات في هذه المحاضن التي تسهم وبشكل فاعل في تقديم مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدورات المتنوِّعة للمرأة المسلمة بهدف تعليمها أمر دينها وتوعيتها في أمور الشريعة.. وماذاك إلا لأنها اللبنة الكبرى والنواة الأولى التي يقوم عليها عمود الأسرة وبناء الحضارة المسلمة فهي الأم المشفقة والزوجة الحنون والأخت الكريمة والبنت اللطيفة.. بل هي المدرسة الحقيقية لإعداد الاجيال وصناعة الرجال.. كم يجيش في نفوسنا من مشاعر الارتياح والسرور حينما نرى الاقبال الكبير على هذه الدور من مختلف الأعمار.. حينما نرى جموع الأخوات المباركات بين جنبات دور التحفيظ نقول: ما زال الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. رفقة طيبة.. عقول نيِّرة.. تتقلب في هذه الدور المباركة ما بين مجالس العلم وحلق الذكر، فلله الحمد أولاً وآخراً.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الدور مقصورة على فئة معينة من النساء؟ هل هي خاصة بالمستقيمات فقط؟.. كم مر نجوب فيها اروقة دورنا نجيل النظر في وجوه الداخلات والخارجات نبحث عن أخوات جديدات فلا نجد إلا القليل...!! أين المسلمات الأخريات؟... أعداد كثيرة من النساء لديهن فراغ هائل أين هن عن هذه الدور؟.. هناك اخوات لنا من بنات عقيدتنا.. دينهن ديننا.. غارقات في بحر الأوهام.. يعشن في الدنيا للدنيا فقط.. فمن لهن بعد الله غيرنا.. اين جهودنا.. اين حرصنا على دينهن..؟
هل نستطيع ان نجعلهن لبنات في بنيان امتنا ومجتمعنا الإسلامي؟.. اذا أردنا ذلك حقاً فلنسارع في طريق الخير والدعوة ونوصلها الى الأخريات لينصلح حالهن.. لنواصل مشوارنا الخيري ونخترق جميع العقبات ونساهم مع بعضنا مساهمة بناءة في ظل خطط مدروسة للرقي بالمستوى ليكون اعلى مما هو عليه.. وليكن باب النقد البناء والمعاملة الأخوية المرنة قنطرة نعبر عليها لتحقيق اهدافنا وآمالنا وطموحاتنا حتى نكمل المسير مع ركب الصالحات..! فهل من مُبلِّغ؟
|