في عصر التطور وعصر التقدم وعصر التكنولوجيا أصبحنا أكثر ما نكون حاجة إلى الرجوع والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام... فهما سبيل النجاة وهما مصدر العز قال عليه الصلاة والسلام: «تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي» أو كما روي ففيهما البيان الشافي لكل البشرية ولكل من يقصد الحق ويطلبه... كتاب احكمت آياته وسنة مطهرة واضحة نقية... فيا مَنْ هجر كتاب الله ونسي سنة رسوله ارجعْ إليهما فليس لك طريق إلا بهما، ويا مَنْ انغمس في ملذات الدنيا عليك الرجوع إلى نور الدنيا والآخرة خاصة اننا في وقت كثرت فيه الفتن والمحن والبلايا، لاسيما اننا في وقت تكلم فيه من يحسن الكلام ومن لايحسنه فعند وقوع أي حدث تجد كلاً يتكلم الصغير والكبير الرجال والنساء العاقل والسفيه فكلٌ له رأي وكلٌ له اجتهاد فالآراء تتضارب فهذا يؤيد وهذا يشجب ومنهم من يتكلم عن هوى في نفسه وهذا ينقل ما سمع عن غيره وهذا يفسق وهذا يتهجم.. تلاطم بين الآراء والتوجهات وكلٌ عند نفسه أعلم الناس وهو في الحقيقة أجهلهم وبالأخير لا جدوى ولا فائدة؟؟؟؟؟
وهذا مصداق لحديث الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل السفيه يتكلم في أمور العامة» أو كما روي... ففي هذا الزمان تكلم الرويبضة فكل يتكلم بأمر الأمة ويناقش قضاياها وكل يتكلم عن الشباب فبمجرد ان يمسك أحدهم قلما أبدى رأيه في الساحة وبكل طلاقة وحرية- فليس كل من هب ودب يتكلم باسم الأمة وليس كل من هب ودب يتكلم باسم الشباب- والله ان العجب لاينتهي!!!!!!! فكل يلوم الشباب وكل ينتقدهم وكأن الشباب هم مصدر كل بلاء لا والله فالشباب هم عماد المستقبل وهم سبيل عزة وقوة فلماذا ايقاع اللوم عليهم دائماً والتثريب عليهم.. كثر الكلام عن الشباب وكثر لومهم وكثر عتابهم حتى شككنا بأننا عالة على المجتمع ليس من المعقول لوم الشباب وحدهم فقط وليس من المعقول ان كل من هب ودب أبدى رأيه عن أمور الأمة والشباب...
فلابد من توحيد المصدر لاسيما ان فينا علماء أجلاء مخلصين لأمتهم ولشبابهم يستقون المصادر من كتاب عظيم وسنة مطهرة وفينا من أساتذة الجامعات وطلاب العلم ممن لهم قدم صدق في حسن القصد والتوجه.. فنحن كشباب كثر الكلام عنا فكل يوجه وكل يرشد ممن نعرفهم وممن لانعرفهم فلابد من وضع حد لمن يتدخل في أمورنا ممن ليس أهلا لذلك ممن يستغل أوقات الفتن للاصطياد بالماء العكر من خفافيش الظلام..
وبالمناسبة أوجه نداءات أولها إلى صحفنا المحلية وعبر منبر الجزيرة بعدم فتح المجال لمن ليس أهلا للتكلم ومن يصطاد في الماء العكر وفتح المجال لمن يكتب بمنطق ومنهج سليم نبراسه الكتاب وضياؤه السنة.
والنداء الآخر إلى مرتادي المنتديات على شاشة الانترنت انصحهم بعدم زيارة المواقع المريبة التي فيها سب وشتم من أناس لايعرف من هم ولايعرف قصدهم ولا توجههم، وعدم نقل ما لم يثبت ومالا فائدة منه...
ونداء أخير إلى عموم الناس أقول لهم لايخلو أحد منا من أخطاء في نفسه أو في بيته أو في عمله فلنحاول جادين اصلاح أنفسنا واصلاح من هم حولنا قدر ما استطعنا وترك وتجنب ما لا ينفع في الآخرة... كما أحث نفسي والجميع بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله في كل وقت وحين والرجوع اليهما إذا أشكل شيء أو التبس ففيهما البيان الشافي والجواب الكافي لكل من يبحث عن الحق والرجوع إلى أهل العلم الراسخين فيه من علماء ربانيين صادقين والالتفاف حولهم وتحصين أنفسنا بالعلم الشرعي لنرفع من هممنا فهذا والله سبيل النجاة..
|