في الواقع العربي صعوبات جمة.. من فلسطين إلى العراق إلى المستويات المتدنية من النمو ومظاهر التراجع الاقتصادي والفقر في معظم الدول العربية.
ومع ذلك فإن كل تواصل بين الدول العربية يضخ الأمل في النفوس والقلوب..
جولة الأمير عبدالله التي شملت حتى الآن سوريا ومصر كما تشمل المغرب تأتي في سياق هذا التواصل الذي يستهدف أيضاً تفعيل التعاون بين الدول العربية والوقوف على مرئيات الأشقاء تجاه التطورات والتأكيد على الحقوق والثوابت.
وحقيقة الأمر أن التطورات تستوجب قدراً كبيراً من التحرك كما تتطلب سرعة تواكب ما يحدث، ففي فلسطين تصر إسرائيل على وأد كل خطة للسلام لا تتفق مع مراميها وأهدافها التوسعية أو لا تحقق لها الهيمنة..
وفي العراق سيطر عدم الاستقرار على كامل المشهد حيث ترتسم صورة مأساوية تزداد قتامة يوماً بعد الآخر..
وفي كل الأحوال فإن المصاعب تحيط بكامل المنطقة العربية سواء عبر بوابة فلسطين أو من خلال ما يحدث في العراق..
فالتأييد العربي القوي للتسوية في فلسطين يصطدم بالرغبة الإسرائيلية في الهيمنة وتجاوز الحقوق مع تراخي الدول الكبرى في الضغط على إسرائيل..
كما أن تطلع العرب إلى عراق حر في ظل حكومة منتخبة يقابله عدم وضوح الأوضاع في ذلك البلد وعدم ظهور مؤشرات حقيقية على زوال الاحتلال مع تفاقم الأوضاع المعيشية باستمرار..
في ظل هذه الأجواء تكتسب الجولة أهمية مضاعفة حيث يتم فيها التأمين على الثوابت العربية تجاه التسوية في فلسطين فضلاً عن التأكيد على تطلعات الشعب العراقي في زوال الاحتلال والحياة الحرة الكريمة..
ويبقى التواصل العربي إيجابياً في كل الأحوال، ويكتسب أهمية قصوى في ظل مثل هذه التعقيدات القائمة الآن، وهي تعقيدات تظهر حجم الاستهداف الذي يتعرض له العالم العربي ليس فقط في فلسطين والعراق ولكن كل العالم العربي حيث تجري ممارسة ضغوط لتمرير المخططات والرؤى والحلول الإسرائيلية الناقصة..
|