قرأت حديثاً للأستاذ عبدالله بن محمد الهويمل، مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة، أدلى به إلى عبدالله الصغير، مندوب جريدة المدينة المنورة، نشر بالعدد 12789 ، قال فيه: «ليس هناك تخمة في المناهج»، والمقررات تلبي حاجات الطلاب.!.
* وكنت أوثر من رجل مسؤول في التعليم، في منطقة عريضة، مثل منطقة مكة المكرمة، أن يكون حديث مسؤول بحق.. أما إطلاق عبارات وألفاظ عائمة، فهذا شيء يخالف الواقع وحاجة الحياة اليوم، إلى مناهج دراسية تلبي متطلبات الوظائف.! ولست أدري! هل الأستاذ الهويمل يدرك أن خريجي مدارسنا، لا تؤهلهم دراستهم وشهاداتهم إلى إشغال أدنى متطلبات الوظيفة اليوم.! وإذا كان غير مصدق، فليستدع شريحة من خريجي الثانوية العامة، ويوجه إليهم أبسط الأسئلة، ليرى بنفسه المستوى المتدني عندهم، وحاجتهم إلى إعادة الدراسة من البدء.!.
* إن معالي وزير التربية والتعليم، اعترف أن هناك قصوراً في التعليم، وضعفاً في مستوى الطلاب، وعلى هذا الأساس، شرعت الوزارة لتغير في المقررات الدراسية.. والعمل يحتاج إلى مواكبة، بعد الغربلة، والنجاح الجزافي الذي نراه، لا يحقق إلا المزيد من الأميين.!.
* إننا نريد صحوة وحركة تقنين، في المنهج والمدرس وكيان المدرسة، وينبغي حذف مواد تعتبر حشواً ومكرورة، في السنة الثالثة ثانوي علمي ، تخفيفاً على الطالب والطالبة المثقلين بتكديس المقررات من الحشو، التي لا قبل لهما بها، ولا تفيدهما.!
* ولن أنسى الهزال في تحصيل اللغة الإنجليزية، فبعد ست سنوات من دراسة هذه المادة، فإن الكثير جداً من الجنسين، لا يفقهون شيئاً في هذه اللغة، ولا يستطيعون النطق الصحيح، وليسوا بقادرين على تركيب أبسط الجمل، فأين الجدوى!؟.
* وحال لغتنا العربية عندهم، كما يقال: حدّث عن البحر ولا حرج.! وأكبر الظن أن الوزارة بأجهزتها العريضة ورجالاتها، تستطيع الوصول إلى النقص والخلل، وتجاوزهما إلى ما هو أجدى.. لأنه لا يليق أن نرى الدولة تنفق على التعليم المليارات، ثم إن العائد هزيل جداً لا يحقق شيئاً من الطموح، وأكبر الظن أننا نتطلع إلى تحقيق الطموح، غير أن ذلك لا تغني فيه الأماني، ورحم الله شوقي القائل: «وما نيل المطالب بالتمني».!.
* إن سمو ولي العهد، يحث على إتقان مسيرة التعليم، ونحن في ساحة البناء.. والوزارة تستطيع أن تقف على الخلل والنقص، ثم تقدم خطة طموحة لولي الأمر لإقرارها، بما يرتقي بمسيرة التعليم في بلادنا.. وللوزارة أن تستعين بأدمغة فاعلة، تعين على تدارك الخلل، ببدائل تنفع البلاد والعباد.!.
* ورأيت الضعف في الكثير من طلاب الجامعات، ومرد ذلك بلا جدال، الضعف في التعليم العام، والجامعات لا تستطيع أن تهيئ المستحيل، ولا برد الطلاب والطالبات إلى المراحل الأولية في التعليم، ليكون الطالب مؤسساً، لأنه اليوم بلا أساس.!.
* إن الشيء المخيف، أن الكتل التعليمية اليوم، نحو خمسة ملايين، فكيف ومتى نستدرك الخلل والنقص، وننقذ التعليم من وهدة، قعدت به عن طموحات ولي الأمر والأمة!؟ ذلك أننا نركن إلى التعليم، وهو مقياس نهضتنا أو تراجعنا، الذي يصبح خسارةً وضياعاً، لا سمح الله.!.
|