* جازان - ابراهيم بكري:
تكثف الجهات المعنية جهودها لتخفيف كارثة السيول التي داهمت بعض محافظات وقرى منطقة جازان أملا في إنقاذ المحاصرين التي ذكرتها إحصائيات الدفاع المدني بجازان التي سجلت أكثر من عشرة محاصرين وما يقارب خمس وفيات بعضها مازالت مجهولة الهوية إلى غير ذلك من الأضرار المادية في الممتلكات الخاصة والعامة وتدني مستوى الخدمات الحيوية من كهرباء وغيرها.
وهذه السيول ليست الأولى التي تداهم المنطقة ولن تكون الأخيرة وقد اقتصرت الجهات المعنية جهودها في محاولة الإنقاذ بعد حلول كارثة السيول متجاهلين الحلول الجذرية الكفيلة بعدم دخول مياه السيول إلى القرى والمحافظات من خلال بناء سدود وتهجير بعض سكان القرى المتمركزة في بطون الأودية خاصة ان هناك العديد من التقارير الصادرة من اجتماعات متلاحقة بين كافة مديري الدوائر الحكومية المعنية تؤكد الزامية تلافي كارثة السيول قبل حدوثها.
الجدير ذكره أن منطقة جازان تقع ضمن منطقة الدرع العربي المعروف باعتماده الرئيسي على المياه السطحية المتجددة إلا أنها تعتبر من أهم المناطق الزراعية بالمملكة لارتفاع معدل هطول الأمطار الموسمية بها خلال شهري ابريل ومايو بينما تسقط الأمطار الشتوية خلال شهري نوفمبر ويناير هذا وتعتبر المرتفعات المحيطة بجازان من الشرق من أكثر مناطق المملكة هطولا للأمطار كلما اتجهنا غرباً نحو البحر.
وبسبب تساقط الأمطار الغزيرة على منطقة جازان هذه الأيام ونتيجة للانحدار الشديد للأودية فإن السيول تجري بسرعة شديدة جارفة معها التربة الخصبة دون ان تترك فرصة لتغذية الطبقات الحاملة للمياه خاصة الأجزاء العلوية للأودية ولكن معدل التغذية يزداد كلما قل انحدار الوادي وتستأثر منطقة جازان بأكثر من 60% من كمية السيول بالمملكة التي تبلغ أكثر من 1250 مليون متر مكعب في العام الواحد.
ومن جانبه عبر ل«الجزيرة» مدير إدارة الدفاع المدني بجازان بالنيابة العقيد عزيز منور عن غضبه بسبب مبالغة بعض الصحف في الأرقام الخيالية حول عدد الوفيات وعند المحاصرين العارية كليا من الصحة. وأشار ل«الجزيرة» إلى أن سيول بيش حاصرت 12 شخصاً فقط لاغير مستغرباً ذكر بعض الصحف على لسانه بمحاصرة 12000 مواطن معتبراً هذا الرقم خياليا وبعيدا كليا عن الواقع الذي لا يحتاج إلى كل هذه المبالغة. ونوه العقيد منور بأن الوضع مطمئن ولا يوجد أي مخاوف ولكشف الوضع على أرض الواقع ستتم اليوم الاثنين جولة جوية لمندوبي الصحف بمنطقة جازان لرصد الحقائق بدون مبالغة. مؤكدا بأن المبالغة تسببت في مخاوف العديد من المواطنين والمقيمين في القرى والمحافظات المهددة بالسيول.
|