* جدة - واس:
قدم دولة رئيس وزراء فلسطين الدكتور محمود عباس «ابو مازن» شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولحكومة وشعب المملكة على الدعم المتواصل والمستمر للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هذا الدعم يشكل رافدا قويا للنهوض بالشعب الفلسطيني بعد حالة التدمير التي عاشها فترة طويلة من الزمن.
وقدر دولته في كلمة استهل بها المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس الأول بقصر المؤتمرات في جدة السياسة التي تنتهجها المملكة تجاه مختلف القضايا ومنها القضية الفلسطينية ووصفها بأنها سياسة رزينة وموضوعية.
ووصف زيارته للمملكة بأنها ناجحة، مفيدا أنه، التقى بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني واجرى مباحثات حول مختلف القضايا التي تهم أمن الشعب الفلسطيني.
وأوضح أنه قد أطلع خادم الحرمين الشريفين والمسئولين في المملكة على نتائج الزيارة التي قام بها دولته إلى الولايات المتحدة ونتائج المفاوضات التي آجراها ولا زال يجريها مع الحكومة الإسرائيلية وكذلك العلاقات الفلسطينية الفلسطينية.
ونوّه دولته بالمبادرة العربية التي طرحها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، معبرا عن اعتزازه بها وقال إنها تشكل اساسا قويا لحل القضية الفلسطينية من جميع جوانبها بعد أن اصبحت جزءا من خارطة الطريق وبعد أن تبنتها القمة العربية والقمة الاسلامية.
وبيّن دولة رئيس الوزراء الفلسطيني أنه يجري اتصالات لتحديد موعد آخر لإمكانية زيارة دولة الكويت التي تأجلت، مؤكدا حرصه على إعادة اللحمة والعلاقات مع أشقائه في الكويت قريبا، منوها بدورها الكبير في القضية الفلسطينية منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الفلسطينية.
وفي رده على سؤال حول استمرار الهدنة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل خاصة بعد استشهاد اربعة افراد من كتائب الاقصى قال دولته «بالنسبة لموضوع الهدنة فالمنظمات الفلسطينية تمتعت بحس من المسئولية عالٍ جدا عندما وافقت عليها وتعتبر حدثا مهما فلسطينيا نادرا أن يحصل مثله في الماضي ولكن الاحساس بالمسؤولية وتقديرها هو الذي دفع بالمنظمات إلى أن تعلن الهدنة وتتوقف عن كل عمل على امل أن اسرائيل ايضا تتوقف عن عدوانها وتتوقف عن ملاحقاتها وتتوقف عن اغتيالات وغير ذلك».
واضاف قائلا «إن الامر أصبح عكس ما نريد حيث إن اسرائيل امعنت في الايام الاخيرة وبالذات بالاقتحامات والقتل والتدمير، الامر الذي يحمل اسرائيل مسؤولية اولى النتائج التي يمكن أن نصل اليها لأن الامر في منتهى الخطورة».
وطالب المجتمع الدولي أن ينظر بعين جدية إلى ما يجري هناك حتى لا ينهار الموقف والعودة إلى نقطة الصفر، وردا على سؤال حول الدعم المادي الذي تقدمه المملكة واين يذهب .. وانه يذهب إلى الارهاب اجاب دولته قائلا «الأموال التي تقدمها المملكة او الاموال التي تأتي منها ليس هذه الايام وانما منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية والأموال التي تقدمها المملكة قسمان .. قسم حكومي والآخر شعبي».
وأضاف قائلا «إن القسم الحكومي يرسل إلى الحكومة والشعبي ايضا يرسل من خلال الحكومة، فهناك معونات اقتصادية واجتماعية ومعونات بناء وتحدثنا مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حول 600 وحدة سكنية ستقوم المملكة من جملة ما قامت به ببنائها في الأراضي الفلسطينية للتعويض عن الهدم والردم الذي حصل للبيوت سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية».
ولفت رئيس الوزراء الفلسطيني النظر إلى أن من الاموال التي تقدمها المملكة ما يذهب إلى شراء سيارات اسعاف ودعم جميع الطلاب الفقراء في الجامعات وهذا يتم بمعرفته وان عددهم وصل إلى اكثر من 18 الف طالب ترسل لهم هذه المعونات من اجل أن تستمر دراستهم اضافة إلى المعونات التي تذهب إلى العائلات وبإتفاق بين الحكومة الفلسطينية والمملكة.
وشدد دولته على أن الاموال التي تقدمها المملكة تصرف بهذه الطريقة وأن كل ما يقال غير هذا وخلاف ذلك فهو لا اساس له من الصحة اطلاقا.
وتطرق ابو مازن في اجابته عن خارطة الطريق بعد زيارته للولايات المتحدة مؤخرا ولمراحلها الثلاث والمرجعية الاولى برؤية الرئيس بوش الذي يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وانهاء الاحتلال الذي وقع عام 67 م.
وقال «اذا اضفنا إلى هذه المبادرة العربية التي تتحدث عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وانهاء الاستيطان وحل عاجل لمشكلة اللاجئين حسب القرار194 فنعتقد أن هذه العوامل كلها تشكل القاعدة الصلبة الاساسية للحل» .
وأردف قائلا في هذا الصدد «تحدثنا مع الولايات المتحدة عن هذا الامر كما تحدثنا عن امور اخرى مثل استمرار الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان واستمرار بناء الحائط في ارضنا الفلسطينية واستمرار الاحتلال في باقي مدن الضفة الغربية وغيرها من العوائق التي توضع بين المدن والقرى بالاضافة إلى موضوع الاسرى الفلسطينيين واحتجاز الرئيس الفلسطيني لاكثر من عام وثمانية اشهر».
وبيّن أن هذا الموضوع كان محور حديثه مع المسؤولين في الحكومة الامريكية سواء في الكونجرس او في البيت الابيض او في وزارة الخارجية او مع مؤسسات المجتمع اليهودي والمسيحي والقيادات العربية والفلسطينية.
وقال «إنه لا يستطيع أن يقول انه قد حقق انجازا واقعيا خلال زيارته للولايات المتحدة ولكنه على الأقل أبلغ رسالته بشكل جيد وايصال المعلومات التي لديه بشكل جيد وآراءه وافكاره مما جعل المسؤولين الامريكيين يتفهمون إلى حد ما هذه المطالب» .
ولفت دولته النظر إلى أن المسألة تحتاج إلى كثير من الزيارات واللقاءات والحديث المستمر حتى لا تبقى اسرائيل وحدها في الميدان الامريكي وحتى يستمع الامريكان إلى طرف آخر معني بالقضية وهو الشعب الفلسطيني، معربا عن أمله بالنتائج بعد أن نقل الرسالة بوضوح.
وجدد مطالبته بالدعم المستمر من العرب للقضية الفلسطينية على كل الصعد السياسية بالدرجة الاولى، مشيرا في هذا الصدد إلى المبادرة العربية في قمة بيروت وامله أن تدعم هذه المبادرة.
واثنى على لجنة المتابعة التي تجتمع كل فترة قصيرة لبحث ما وصلت اليه القضية الفلسطينية.
وتطرق دولته إلى الوضع الفلسطيني الحالي المتردي من الناحية المعيشية والاقتصادية وقال «إنه في غاية السوء ويحتاج إلى دعم كل الاشقاء كل حسب مقدرته وطاقته».
وعن خلافه مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات اجاب دولته قائلا «قبل كل شيء اقر انه كان هناك خلاف .. وهذا ليس الخلاف الأول ولن يكون الاخير نحن دائما نختلف دائما وابدا في ممارستنا اليومية .. نختلف في عملنا اليومي والاختلاف ليس عيبا واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» .
وأضاف دولته في هذا الصدد قائلا «نحن غير مختلفين اطلاقا في القضية السياسية بمعنى اننا مجتمعون تماما في القيادة الفلسطينية سواء في اللجنة التنفيذية التي يترأسها الرئيس الفلسطيني او في قيادة حركة فتح التي يترأسها او غيرها».
وأكد دولة رئيس الوزراءالفلسطيني أنه ليس من العيب الاختلاف يوميا على القضايا اليومية ولكنها ستبقي دائما في الإطار الشرعي والقانوني ولم تخرج عن اطاره، مفيدا انه دائما مايطلع الرئيس الفلسطيني على زياراته وجولاته ووضعه في الصورة لكل ما يجري.
|