لم يفاجئنا معمر القذافي..
فهو في حالة هذيان دائم..
حالة قديمة.. يختلط فيها كل شيء الأبيض والأسود والحق والباطل والمعقول واللامعقول..
انه كاركتر يجسد حالة الذهول العربي وما تؤول إليه الأوضاع غيرالمستقرة.. وهو يجسد الحالة التي كلنا نخاف أن نصل إليها بفعل غياب العقل العالمي وتداخل الأوراق واللعب بها على طاولة لا نجلس عليها أبداً!!
** غير أن معمر في حالة هذيانه الجديدة.. يلتفت نحونا.. إلى حيث نكتوي بنار التداعيات العالمية وافرازات تناقضاتها ونتهم ونحن الذين تلسعنا النار من كل جانب بأننا مضرمو هذه النار، وأن فكرنا ونهجنا هو مشعل فتيل الارهاب العالمي.. وان دعوة ابن عبد الوهاب هي المسؤولة عن النسق الاجتماعي والفكري الذي عليه السعوديون ومن ثم الارهابيون.
ولا أدري معمراً بذاته من أي نتاج وتحت أي نسق زاره الهذيان مراراً فحرم أطفال شعبه سنوات طويلة من الحليب والغذاء وقد كنا نحن «الوهابيين» سنده الذي لم يمل يوماً من العطاء للأخوة والأشقاء!!
** لقد تكاثرت جراحنا..
وكلما هممنا بتضميد أحدها.. انفتح علينا آخر..
** لكننا نحن قوم مختلفون..
ولنا نسق خاص..
ولنا خصوصية الجمر والمطر..
ان تركيبتنا التاريخية والاجتماعية تجعلنا بحق واثقين بالله سبحانه وتعالى ثم بقدرتنا على الثبات والصبر والنظرة البعيدة للأمور التي تحسب ملايين المرات استقرار شعبنا وضمانات حياتهم الكريمة.
وقد تعبرنا مآزق الحياة مثلنا مثل غيرنا.. لكننا نعود الى حيث معدننا الصافي..
مجتمع متعاضد بصفاء الدين ويسره وتسامحه وثباته ونصاعته.. وأمنه واستقراره..
سنخلص حتماً بإذن الله من كل هذه التداعيات إلى رؤى نرتضيها لأنفسنا ونقبل استكمال حياتنا بها..
لأننا أبناء وطن تشرق شمسه على المآذن.. وتغرب شمسه على الركع السجود.. الراكضين في دروب الحياة يحدوهم الأمل بأن ينجحوا في اداء رسالتهم تجاه ربهم وأرضهم التي يعمرون!!
|