* جدة - نانا السقا - القاهرة- د. محمد شومان - ريم الحسيني - عتمان أنو ر- واس:
عقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني واخوه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة مساء أمس اجتماعا ثنائيا في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات القضية الفلسطينية ومسيرة السلام المتعثرة والجهود المبذولة لتطبيق خارطة الطريق للوصول الى سلام عادل وشامل وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس.. اضافة الى الوضع في العراق وضرورة تلبية طموحات الشعب العراقي الشقيق في الأمن والحياة الكريمة وتحقيق استقلال العراق ووحدة اراضيه.
كما جرى بحث المستجدات على الساحات العربية والاسلامية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها اضافة الى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمه وتعزيزه في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
بعد ذلك أقام فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية حفل عشاء تكريما لاخيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني.
حضر حفل العشاء اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد ودولة رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية الدكتور عاطف عبيد واصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين المصريين.
اثر ذلك عقد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأخوه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك اجتماعاً استكملا خلاله بحث عدد من الموضوعات.
حضر الاجتماع من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وحضره من الجانب المصري معالي وزير الخارجية أحمد ماهر.
ومن المقرر أن يعقد سمو ولي العهد والرئيس مبارك جلسة مباحثات ختامية قبل ظهر اليوم الاثنين لاستكمال مناقشة تطورات الاوضاع بالنسبة للقضايا التي تهم الأمة العربية يغادر بعدها سمو ولي العهد القاهرة.
وتأتي مباحثات ولي العهد ومبارك في إطار المشاورات المستمرة بين قيادتي البلدين وفى أعقاب المباحثات التي عقدت بينهما في شرم الشيخ موخرا خلال القمة العربية الامريكية التي عقدت في يونيو الماضي.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني قد أجرى جلسة مباحثات مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك في قمة ثنائية عقدت بقصر القبة أمس الاحد.
وقد تناولت هذه المباحثات تطورات القضايا العربية والموقف في الأراضي الفلسطينية في ظل التعنت الإسرائيلي لتنفيذ خريطة الطريق والوضع في العراق وضرورة قيام الامم المتحدة بدور فعال في اعادة اعمار العراق والمبادرات العربية لتطوير العمل العربي من خلال الجامعة العربية، كما تناولت المباحثات المستجدات الدولية والعلاقات الثنائية بين المملكة ومصر. وقد عقدت المباحثات بعد وصول سمو ولي العهد إلى مطار القاهرة الدولي حيث كان في استقباله فخامة الرئيس محمد حسني مبارك كما كان في استقبال سموه دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ومعالي وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي ومعالي وزير الاعلام صفوت الشريف ومعالي وزير الخارجية احمد ماهر ومعالي وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور مفيد شهاب ومعالي وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي ومعالي وزير البترول المهندس سامح فهمي ومعالي وزير الطيران المدني الفريق احمد شفيق وصاحب السمو الاميرالدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ابراهيم السعد البراهيم واعضاء السفارة السعودية في مصر.
وكان في معية سموه لدى وصوله القاهرة أمس وفد يضم كلا من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيزرئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجيةوصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السموالملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في ايطاليا وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيزبن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالله بن عبدالعزيز ومعالي رئيس ديوان سمو ولي العهد الاستاذ ناصر بن حمد الراجحي ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الاستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن الطاسان ومعالي المستشار في ديوان سمو ولي العهد والمندوب المفوض على الشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور فهد بن عبدالله العبدالجبار ومعالي وكيل المراسم الملكية الاستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ابراهيم السعد البراهيم.
وكان حفظه الله قد استقبل في مقر إقامته بقصر تشرين في دمشق أمس أخاه فخامة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية.
وجرى خلال الاستقبال استكمال ما بحثه الجانبان من موضوعات يوم أمس.
حضر الاستقبال من الجانب السعودي الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.. وحضره من الجانب السوري نائبا الرئيس دولة الأستاذ عبدالحليم خدام ودولة الدكتور زهير مشارقة ودولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ فاروق الشرع.
بعد ذلك اصطحب فخامة الرئيس السوري أخاه سمو ولي العهد في موكب رسمي إلى مطار دمشق الدولي حيث غادر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز دمشق متوجهاً إلى القاهرة بعد زيارة للجمهورية العربية السورية الشقيقة.
ولدى وصولهما ساحة المطار صافح سمو ولي العهد مودعيه نائبي الرئيس دولة الأستاذ عبدالحليم خدام ودولة الدكتور زهير مشارقة ودولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى ميرو ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأستاذ فاروق الشرع وسفير سوريا لدى المملكة الدكتور أحمد نظام الدين والقائم بأعمال سفارة المملكة بالنيابة محمد البديوي وأعضاء السفارة.. فيما صافح فخامة الرئيس الدكتوربشار الأسد الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد.
وعند سلم الطائرة عانق فخامة الرئيس السوري أخاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وودعه متمنياً له ومرافقيه سفراً سعيداً، حفظ الله سمو ولي العهد في سفره وإقامته.
من جهة ثانية نوّه معالي وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية أحمد ماهر بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني من أجل وحدة الأمة العربية وإعادة ترتيب البيت العربي والوصول إلى تضامن عربي حقيقي يسهم في بناء الوحدة العربية ومواجهة كافة التحديات التي تعترض الأمة. ووصف معاليه زيارة سمو ولي العهد إلى القاهرة بأنها مهمة وتأتي في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة والأمة العربية وتدخل في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين القيادتين.
وقال ماهر: إن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية وكذلك العلاقات بين زعيمي البلدين قوية وليس غريباً أن يأتي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى مصر في إطار التشاور المستمر بين الدولتين.
ورحب ماهر بالأمير عبدالله بن عبدالعزيز مشيراً إلى أن سموه دائماً في وطنه عندما يأتي إلى مصر وبين أن الرئيس محمد حسني مبارك أيضاً يقوم بزيارات دورية إلى المملكة والاتصالات مستمرة بين البلدين.
وأثنى وزير الخارجية على الجهود الموفقة التي يبذلها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لدعم المواقف العربية وبالذات القضية الفلسطينية ودعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال مبادرته العربية التي طرحها وكانت منطلقاً من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفق منظور عربي يضمن إعادة الحقوق إلى أصحابها بما يتوافق مع مبادئ الحق والعدل والسلام. وندد ماهر بالحملات التي يشنها البعض ضد المملكة العربية السعودية موضحاً أن تلك الحملات لا تهدف إلا النيل من هذه البلاد التي أخذت على عاتقها خدمة الأمة العربية والإسلامية انطلاقاً من نهجها الإسلامي والحضاري وباعتبارها القلب النابض للعالم الإسلامي.
ولفت إلى أن تلك الحملات لن تزيد المملكة إلا قوة في أداء رسالتها تجاه ما يخدم الأمة العربية والحفاظ على تضامنها ووحدتها ولفت ماهر إلى أن التصرفات الإسرائيلية هي تصرفات توحي بسوء النية وأنها بذلك تعمل على زعزعة العملية السلمية والوصول بها إلى طريق مسدود.
وأكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمد رفيق خليل على متانة العلاقات السعودية - المصرية وقال إنها علاقات نموذجية تندرج في إطار الأخوة والمصير المشترك.
ونوه خليل بدور المملكة العربية السعودية في دعم القضايا العربية والوقوف إلى جانب الأشقاء العرب سواء في فلسطين أو العراق.
ورحب بالزيارة التي يقوم بها سمو ولي العهد لبلده الثاني مصر موضحاً أن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كان ولا يزال يحمل هموم الأمة العربية ويسعى إلى بذل كل جهد ممكن من أجل رفع المعاناة عن كاهلها من خلال مبادرته التي تدعو إلى التضامن وتوحيد الصف العربي في مواجهة كل الأخطار المحدقة.
وجدد السفير المصري موقف بلاده المؤيد للمملكة في محاربة الإرهاب والعنف واتخاذ كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية شعبها وأمنها.
وزراء ونواب يتحدثون للجزيرة
الجزيرة استطلعت آراء نخبة من الوزراء ونواب البرلمان ومحللين سياسيين حيث أكد الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري ان زيارة سمو ولي العهد ولقائه الرئيس حسني مبارك تكتسب اهمية خاصة في ظل الاوضاع التي تشهدها المنطقة العربية وتداعياتها الامر الذي يستدعي تفعيل العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي. وقال سرور ان العلاقات التي تربط البلدين تمثل قاعدة انطلاق نحو تحقيق الاهداف التي ترجوها الأمة العربية والاسلامية وهذه الزيارة تسهم في تعزيز العلاقات والسير على خطى الاهداف المرجوة اعتمادا على حرص البلدين الشقيقين على التشاور المستمر والتنسيق الدائم لمواجهة المخاطر التي تنال من الأمة العربية والاسلامية لذا تأتي اهمية الزيارة فالمملكة العربية السعودية ومصر تمثلان ركيزه تنطلق منها الفعاليات بما يمكن من الدفاع عن الحقوق العربية في فلسطين ودعوة الامن والاستقرار في العراق أو اصلاح الوضع العربي بما يتلاءم مع المتغيرات الحادثة.
وشائج قوية
ويرى الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان زيارة ولي العهد تنطلق من قاعدة العلاقات المتينة بين مصر والرياض هذه القاعدة التي تتيح التحرك بقوة والعمل على توحيد الكلمة والرؤى العربية لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الامة العربية والاسلامية ونظرا لمكانة المملكة وحضورها القوي في المحافل الدولية والعالمية وثقلها في قلب العالم العربي والاسلامي تأتي تحركات المملكة الهامة لتحقيق الاهداف التي ترجوها الامة العربية والاسلامية والمملكة تحرص دائما على التشاور والتنسيق مع البلدان العربية وخاصة مع مصر التي ترتبط معها بعلاقات أزلية وتاريخية وتتطابق وجهات نظر البلدين في كافة القضايا المصيرية التي تواجه الامة العربية والاسلامية وخاصة في المرحلة الراهنة التي تمتلئ بالكثير من العقبات التي تعترضها ومخاطر كثيرة تتهددها.
تفعيل التضامن
ومن جانبه يرى الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية التعليم ان اهم أهداف الزيارة هو تفعيل التضامن العربي وتوحيد المواقف العربية وهذا أهم ما تسعى إليه المملكة ومصر وتأتي زيارة ولي العهد للقاهرة على قاعدة العلاقات العريضة بين البلدين والتي تمثل الركيزة الاساسية التي ينطلق منها البلدان وتطابق وجهات النظر وهذه الزيارة تشكل خطوة مهمة في سياق الخطوات التي يحرص البلدان العربيان على اتخاذها للتصدي للمخاطر. أما الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب فيرى ان الزيارة تؤكد على العلاقات الخاصة والتاريخية بين القاهرة والرياض والتزامهما المشترك بالثوابت الجوهرية وخصوصا ما يتعلق منها بالحقوق العربية ومواجهة التحديات والعمل على توحيد الرؤى والمواقف العربية في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي وفي ضوء ما يحدث في العراق وفلسطين والانتهاكات الاسرائيلية لنسف خارطة الطريق وتشكل العلاقات المصرية السعودية احد الركائز الاساسية لبلورة موقف عربي قوي حيال عملية السلام في الشرق الاوسط للانطلاق من الالتزام الجماعي العربي لأنه لن تتحقق هذه الاهداف الا بالالتزام بموقف عربي موحد.
|