Monday 11th august,2003 11274العدد الأثنين 13 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« دمعة عمر» قصة خرافية.. بمشاهد غير واقعية.. « دمعة عمر» قصة خرافية.. بمشاهد غير واقعية..
استدرار عطف المشاهد... بالإغراق في الأحداث المحزنة

  * كتب - علي العبد الله:
* في شهر فبراير الماضي عاصرت بنفسي معظم مشاهد مسلسل «دمعة عمر» الذي عرض على تلفزيون قناتنا الاولى الحبيبة.. وكنت ملماً بأغلب تفاصيله، ولم استعجل الحكم عليه - على الرغم من ملاحظتي لسلبيات كثيرة في أثناء التصوير - لأنني كنت انتظر ان يخرج هذا العمل للجمهور لأتعرف على وجهات نظر مختلفة حوله.
وكما توقعت فإن معظم المتابعين الذين سخروا جزءاً من وقتهم لمشاهدة هذا المسلسل لم تعجبهم أحداثه.
وقتها ايقنت فعلا ان الجمهور السعودي ذواق.. ووصل إلى مرحلة ثقافية فنية بات يميز فيها بين أعمال «القص واللزق» والاعمال المحبوكة دراميا.. من جميع النواحي الفنية الاخرى.
* واذا قمنا بتسليط الضوء حول قصة العمل لوجدناها قصة خرافية تحوي حوارات غير واقعية مبالغ فيها.. وقد اتضح هذا منذ الحلقات الاولى للمسلسل، لانه ليس من المنطقي والمعقول ان يكون «طلال» الشقيق الاصغر لمحمد لا يعرف اخلاقيات صديقه الذي سيحضر زواج اخيه.
وكذلك كذبة «مشاعل» التي جسدت دورها الفنانة «زينب العسكري» عندما اقنعت زوجها «محمد» وهو الفنان الصاعد «تركي اليوسف» بأنه لقيط ولا ينتمي إلى أسرته.
بالاضافة الى المبالغة الواضحة في اضطهاد الام «الغلبانة» بطريقة سطحية لا تنطلي حتى على الاطفال.
وكانت معظم مشاهد العمل متشبعة بالاحزان والاحداث المفتعلة للضغط على عواطف المشاهدين.. لشد انتباههم.. بينما لم يتم تقديم مشاهد منطقية واقعية لكي يتقبلها الجمهور.
كذلك المشاهد التي كانت فيها «ندى» تتعاطي المخدرات وأنها تقتنيها من السكن الجامعي، وهي كذبة لا تمت للحقيقة بأي صلة، فنحن نعرف مستوى اخلاقيات بناتنا، وهي نقطة من أجل انتزاع تعاطف المشاهدين بمشاهد خيالية.
المخرج لم يفلح
* حقيقة لم يحاول المخرج البحريني «أحمد المقلة» ان يرتقي بمستوى العمل إلى الأفضل فظهر الكثير من الاخطاء الفنية الفاضحة فيه منها:
* سكوته على الأداء المبالغ فيه من قبل بعض الممثلين.
كذلك سواء اختيار زوايا الكاميرا.. و«التمطيط» في مشاهد دون مبرر درامي يستحق الذكر، وكذلك عدم توظيف الاضاءة بشكل جيد في صالح العمل وخصوصا في تلك المشاهد التي احتاجت الى اضاءة من نوع خاص ويجب ألا ننسى بأن الموسيقى التصويرية للمسلسل كانت عادية جدا ومكررة!! في مسلسلات اخرى مختلفة سبق وان اخرجها المقله!! لهذا لم تكن الايقاعات والمؤثرات الصوتية الا مصدر ازعاج مستمر للمتابع الجيد.
وقد حاول المقلة ان يخلق قمماً درامية معظمها باءت بالفشل الذريع لانها لم تحاك الواقع.. من جهة.. واستنتاج الشاهد العادي لمعظم توابعها من جهة اخرى ولن اخوض كثيراً في اخطاء المخرج التي كان ابرزها عندما دفع «محمد» أمه بقوة وطرحها ارضا وهذا ما لا يحدث في مجتمعنا السعودي مهما بلغت حماقة وسذاجة هذا الابن العاق والجاحد لأننا تربينا في بيئة فرضت علينا مسلمات كثيرة من ضمنها تقدير الام واحترامها حتى لو كانت هي التي ربتنا وليست والدتنا.
التصوير والأداء
اما عن التصوير فحاول الاستاذ عبد الرحمن الملا أن يجتهد كثيرا في بعض المشاهد وقد نجح في هذا نوعا ما وتحديدا في المشهد الذي عرف فيه «محمد» أنه لا ينتمي إلى أسرته فعليا كما ادعت زوجته.
وكان اداء معظم المشاركين في هذا العمل بارداً وباهتاً وكانوا عبئا ثقيلا على المشاهد فلم نتحمل منهم كلامهم المصطنع الذي حد من تفاعل الجمهور معهم.
ويجب ألا نغفل عن نقطة مهمة وحساسة فعندما قدم لنا «اسرة ام محمد» عرفنا انها اسرة غنية جدا ولم نشاهد الفنانة «طيف» تلبس ملابس ثمينة لا حتى متوسطة الثمن بل كانت معظم ملابسها رخيصة.. حالها حال الخادمة الهندية «سينثيا».
الإنتاج
* ولم يوفق المنتج «خالد المسيند» في المهمة التي أسندها إليه المخرج وهي اختيار الفنانين السعوديين واهمهم من قام بدور البطولة الفنان «تركي اليوسف» لأنه لم يكن في المكان المناسب على الاطلاق.
كما بدا واضحا للمشاهد العديد من الاخطاء الانتاجية أبرزها صرف مبالغ طائلة على أمور لا تستحق والعكس اي التقصير في دعم الامور التي احتاجت إلى الدعم المادي وهذا يعكس سوء ادارة مدير الانتاج السيد «عماد عبد العزيز» الذي لم تسعفه خبرته الانتاجية في التخطيط الجيد للعملية الانتاجية للعمل.
اقتراحات
* حقيقة نحن كنقاد ومطلعين وملمين بحيثيات الدراما نخجل كثيرا عندما نشاهد مثل هذه الاعمال الرديئة نصا واخراجا واداء.
وهذا الامر يقلقنا كثيرا لأننا نطمح بأن ترتقي الدراما السعودية إلى الأفضل ولن يتم هذا الا بتوفر امور أساسية اهمها الآتي:
1- وجود كتاب سيناريو وحوار محترفين ومتخصصين.
2- تواجد فنانين سعوديين كي لا تتم الاستعانة بفنانين من خارج المملكة ممن لا يتقنون لهجتنا أو يشوهونها.
3- توفر مخرجين مؤهلين اكاديميا يعرفون تفاصيل المجتمع السعودي ليوظفوها في صالح العمل.
4- التخطيط الجيد من قبل المنتجين وعدم صرف الاموال الطائلة على اشياء لا تستحق ابدا.
5- محاولة تجسيد الواقع... وعدم إيجاد قصص خيالية من أجل جلب العطف... وهذا يدل على الضعف في التركيبة الأساسية للمسلسل، ومحاولة طرق مواضيع عصرية بعيدة عن المواضيع السمجة المملة، مثل مشكلات زوجة الابن وحماتها وغيرها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved