عفواً.. هذا ليس عنواناً لرواية مترجمة جديدة، وعفواً ثانية، على هذا العنوان «الصدمة» فالقارئ في صيفنا اللاهب، ليس بحاجة إلى مزيد من المنغصات في هذا «الحر» وعفواً مرة ثالثة على استعمال هذا الوصف الذي يخدش «براءة» مجتمعنا و«خصوصيته».
الحقيقة ان هؤلاء المنتحرين، يمارسون «الانتحار» أمام أنظارنا كل يوم، ونحن لا نحرك ساكناً بل قد نسهل لهم السبيل إلى «الانتحار» تأملوا معي منظر هؤلاء المنتحرين على قارعة الطريق وتحديداً عند اشارات المرور في الرياض وغيرها من مدن وطننا الغالي انهم ينتحرون تحت «شمس أغسطس» الحارقة يمارسون التجول تحت لهيب الشمس ضاربين بابجديات السلامة والحماية لأجسامهم الغضة عرض الحائط.ان هؤلاء الصغار قد اسرعوا ينتحرون أمام اعيننا، في ذلك المشهد المؤلم، والذي يتكرر كل يوم تحت شمسنا الحارقة وأمام عيوننا الباردة وبعيداً عن قلوبنا الرحيمة، انهم أطفال الاشارات الذين احترفوا مهنة «التسول» المغلفة ب«وهم» البيع لمختلف الأشياء بدءاً بعبوات الماء البارد وانتهاء بأدوات الزينة المختلفة ومروراً بالعصافير المعذبة في أيدي هؤلاء «المنتحرين».
ونحن موقفنا معروف سلفاً فهو - ولله الحمد - لا يتجاوز «الصمت» الا إلى درجة «الرحمة» المميتة، في ظل تواري الجهات المسؤولة عن دورها الانساني.
|