Sunday 10th august,2003 11273العدد الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طلاق المرأة مشكلة وليس حلاً لمشكلة!! طلاق المرأة مشكلة وليس حلاً لمشكلة!!

قرأت موضوعا للاخ سعد بن عبد الله بن عبد العزيز على صفحة عزيزتي الجزيرة في العدد 11244 وتاريخ 12 جمادى الاولى 1424هـ.. كان عن المطلقة والنظرة الدونية وكان في الاصل تعقيبا على موضوع سابق للأخت مشاعل العيسى وقد اتفق الاثنان بأن الطلاق ليس مشكلة وانما هو حل لمشاكلنا الزوجية وللأسف فإن الاخ والاخت قد نظرا لمسألة الطلاق من زاوية ضيقة جدا ووحيدة وهو كونه حلاً لمشكلة الاثنين فقط الزوج والزوجة ولم تسعفهما نظرتهما المحدودة تلك من ادراك الآثار السلبية جدا للطلاق والتي تمتد لجوانب كثيرة من حياتنا سواء الشخصية أو الاجتماعية وكذلك الاسرية وحتى الاقتصادية.
ومن هنا أحببت ان أبين بعض أضرار الطلاق على بعض الجوانب المختلفة من حياتنا فأقول مستعينا بالله: لو لم يكن الطلاق مشكلة فعليه لما فتحت المحاكم وشرعت ابوابها وجلس القضاة للمتخاصمين في محاولة لايجاد افضل الحلول للعدول عن قرار الطلاق الصعب ولمحاولة اصلاح ذات البين ولو لم يكن الطلاق مشكلة لما اجل القاضي الكثير من قرارات الطلاق لأشهر فلربما عاد الوفاق وصلحت الاحوال وندم الاثنان ولو لم يكن الطلاق مشكلة لما قامت الدراسات الاجتماعية واقيمت الندوات والمحاضرات والخطب التي تتحدث عن مساوىء الطلاق وبيان آثاره السلبية المختلفة سواء على الشخص نفسه أو على الاسرة والمجتمع ولو لم يكن الطلاق مشكلة لما فتحت مكاتب الارشاد الأسري والزواجي ولما تخصص المتخصصون في شؤون الاسرة والزواج.. وفي الحقيقة اذا اردنا ان نكون منطقيين وموضوعيين في آرائنا فان بامكاننا ان نقول ان الطلاق مشكلة فعلا وفي نفس الوقت حل لمشكلة كيف؟ هو حل لمشكلة للزواج والزوجة فقط وذلك بعد ان استحالت الحياة بينهما لأي سبب من الاسباب.. ومن ناحية اخرى لو كان ضرر الطلاق يقع على الاثنين فقط لهان الامر كثيرا ولما كان هذا الاهتمام المحلي وحتى العالمي بأمر الطلاق ولكن الاضرار الناجمة عن الطلاق والمشاكل تتعدى الى جوانب اخرى كثيرة كالجوانب النفسية للزوجين والابناء والجوانب الاسرية والاجتماعية وحتى الاقتصادية وهذه هي المشاكل الفعلية لقرار الطلاق.. ومن الاضرار النفسية للطلاق سواء للمرأة أو الرجل هم وغم وقلق دائم وتفكير متواصل فيما سيؤول اليه الحال وضغوط نفسية كبيرة وذكريات مؤلمة ناهيك عن التحليلات غير الجيدة التي ستلصق بالمرأة من قبل غالبية المجتمع وبأنها هي السبب في الطلاق حتى وان لم تكن كذلك.. كذلك عدم وجود دخل ثابت للمرأة واطفالها، وزوجها بعد الطلاق متنصل من ذلك، اضافة الى شعور المرأة بالاحباط واليأس خصوصا اذا ارادت ان تتزوج بآخر وتكون عقدة الرجل السيئ أو من يا ترى سيرضى بمطلقة ناهيك عن الحرمان الجنسي والعاطفي بعد الطلاق وما سنخلقه من آثار نفسية سيئة اضافة الى فقدان المرأة حتى للمكاسب الثانوية التي كانت تجنيها اثناء زواجها حتى لو كانت حياتها غير سعيدة في بعض الأحيان.. اما في الجانب الاسري فالاضطراب الاسري والذي قد يتطلب تغييرا في نمط الحياة بحلول ضيف جديد على الاسرة خصوصا اذا جلبت المطلقة اطفالها معها الى بيت اهلها ناهيك عن التعامل القاسي مع المطلقة من قبل افراد الاسرة أو بعضهم ونظرات الدونية والتهكم والسخرية واسماعها لقب مطلقة حتى من اصغر الموجودين اضافة الى المراقبة اللصيقة لها وحساب تحركاتها وخطواتها بكل دقة.. في الجانب الآخر تفكك اسرة المطلقين غالبا وضياع الابناء وانحرافهم وبالتالي اتجاههم الى الجريمة والادمان والرذيلة وقلما يرضى الرجل الآخر أو المرأة للاخرى بأبناء غيرهما ومن هنا قد تنشأ المشاكل الاسرية في زواج المرأة الثاني ان حصل وربما تعرضت للطلاق مرة ثانية أو ثالثة وربما جاء الرجل ايضا بامرأة اخرى تسوم اطفاله سوء العذاب وتستمر المشاكل والفتن..
ومن المشاكل الاسرية ايضا ربما تكون المرأة المطلقة قريبة للرجل كابنة عمه مثلا فيحدث النزاع والحقد والقطعية وربما الثأر بسبب الطلاق ناهيك عن نشوء جيل من افراد المجتمع هش ضعيف تابع غير مسؤول قلق مضطرب مصاب بالكثير من العقد والامراض والسلوكيات المرضية النفسية بسبب الطلاق والصراع الداخلي الذي يعيشه والتباين بين تربية الاب والام اللذين يعيشان بعيدين عن بعضهما وابنائهما.

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
الرياض 11768 ص.ب 155546

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved