Sunday 10th august,2003 11273العدد الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خفافيش العبث خفافيش العبث
يوسف بن حسن بن شجاع الحقباني / الأفلاج

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد ان يذكَّر او أراد شكورا.. أما بعد
تمر السنون تلو السنين مخلفة بين أروقتها المآسي والجراح فما هي إلا غمضة عين ثم انتباهتها ليغيَّر الله من حال إلى حال ومن بين اسطر الأيام تنبثق المآسي فما ان يحين موعد المساء وتسجى الدنيا ببردة الليل ليؤذن بالسلام والسكون إلا ويكدرها عبث العابثين، نعم إنه في يوم الاثنين الموافق 11/3/1424ه حصل الذي أقض مضجع الآمنين وسمع دوي انفجار قوي خلَّف الأشلاء والدماء فاصبح ذلك الليل الذي لم يكدر صفوه مكدر قد اكتسى ببردتين سوداوين وهما (سواد الظلمة والعتمة وسواد العبث) لقد راجت عاصمتنا الحبيبة (الرياض) أعاصير العبث بالأمن التي تجرأت بوقاحة وتعسف إنفاذ مخططات الإرهاب في بلاد من؟؟؟ في بلاد الحرمين الشريفين امتدت يد خفافيش الليالي لإحداث الزوابع بين ظهوانينا ولكن حسبك ألم يعلم ذلك المرء بأن الجبال الشوامخ لا يهمها نسف الذواري والرياح العاتية بل إن زادت رسوخها رسوخا وإلا فهي أشد مراسا وأبقى. ولعلني أذكر إخوتي في الله جميعاً بأن الابتلاءات والفتن تتوالى على أمة الإسلام فضلا عن أشرف البقاع في هذا الكون لكي تفت في عضدها، ووالله لن ينال الباطل مبتغاه ما دامت رؤوسنا على أكتافنا وسيعلم الذين اجرموا أي منقلب ينقلبون، قفوا على عتبات من قبلنا واستنطقوهم بل ألم تسمعوا الهدف الأسمى من تكالب المحن على أمة من الخلق بأنه لأجل هدف واحد ألا وهو محك { )لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } ولقوله تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) } ,نعم إخوتي ها هي أيدي العبث تريد النيل لهد أسس البناء ولكنها لم تعلم بأن معاول الهدم لم تزدنا إلا رسوخا وثباتا ولم تعلم بأننا منذ بأن أنيط بأعناق قادتنا خدمة الحرمين الشريفين بأن سيوف الغدر تتكسر ولا تهد من جسدنا وتعاضدنا شيئا إخوتي لننفض غبار الشرذمة من على أكتافنا، ولنسر للأمل المنشود الذي بايعنا به قادتنا، ولنكن عونا لكشف عوار الظلم ولنرح المجتمع من نتنه فما هو إلا عضو مريض فلنبتره من اساسه ليكون في خبر كان، ولعلي أعرِّج مؤخرا بأحر التعازي لمن تسببت هذه التفجيرات بفقد حبيبه أو زوجه أو صديقه عذرا العزاء أولا لي ثم لكم، والله أسأل أن يحفظ بلادنا من مكر الماكرين وعبث العابثين (اللهم من آذانا فآذه ومن عادانا فعاده، اللهم اكشف عواره واهتك استاره، اللهم نكِّس رأسه وشرِّد من النوم نعاسه واجعل النار لباسه آمين).

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved