Sunday 10th august,2003 11273العدد الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«صيف البكيرية» مشاهد شبابية رائعة «صيف البكيرية» مشاهد شبابية رائعة
وليد بن علي بن عبدالرحمن المحسن ( * )

حين تناول البعض موضوع المهرجانات الصيفية وانتشارها وحين أوحى لهم تفكيرهم بأن يتناولوها بقليل من الموضوعية لأنه في تلك الكتابات لا وجود لمناقشة موضوعية ولا استشفاف لمصداقية وإنما كل الأمر لا يعدو كونه بحثاً عن الضجيج وتحريكاً للسكون..
أقول.. وأنا أشاهد وأرى أنقاض تلك الكتابات كان الجميع يتحدثون عن: ما هو المهرجان الصيفي.. لم أقيم .. ولأجل من .. في خضم ذلك كله ذهب بي الفكر إلى زاوية في ذلك المسرح تحوي من الكنوز الكثير ولكن للأسف لم يصلها ضوء يكشفها لنا بل ظلت منزوية بعيداً عن أقلام الخبراء الذين دافعوا عن مهرجاناتهم وبرامجهم ومدنهم.. بينما هي واضحة جلية على أرض الواقع يشاهدها الجميع.. رأيتها بأم عيني في برنامج صيف البكيرية.. تكلم المتكلمون وأكثروا وشرحوا وبينوا ولم أر أحداً أشار إلى أن مثل تلك الفعاليات إنما هي تفعيل لطاقات كبيرة تكتنزها بلادنا.. طاقات شابة تبحث عمن يكتشفها.
واسمحوا لي أن أدلي بدلو ملأته بما شاهدته عيني في برنامج محافظتي (البكيرية) الصيفي:
أولاً تسابق رجالات المحافظة - وهم العلامة البارزة في صفحة محافظة البكيرية - تسابقوا إلى دعم هذه الفكرة ولم يسألوا عن الكم ولكن سألوا: أيساهم في نجاحكم؟ ووالله إن الإجابة كانت نعم بادية على وجوه العاملين في ذلك التنظيم. ثم تقافز شباب المحافظة وكلٌ أبدع في مجال ولا آتي بجديد حين أقول إن كل العاملين في ذلك البرنامج هم شباب سعودي وكل اللجان العاملة لا وجود فيها لغير أبناء الوطن كل اللجان: التنظيم/ التنسيق والمتابعة/ الإعلامية/ الثقافية/ الرياضية/ ركن الأطفال .. كلهم .. كلهم شباب قدموا رائعة من روائع العمل الجماعي شاهدها الجميع متمثلة على أرض مركز الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للاحتفالات بالبكيرية.
اتركوا قضية المهرجانات الصيفية الترفيهية.. إلخ .. إلخ انظروا إلى جانب آخر.. آلا يشعركم وجود هذا الكم الهائل من شبابنا في مكان واحد في بوتقة واحدة لأجل هدف سام هو خدمة بلدهم وأهله والتعبير عن صدق انتمائهم لا يسألون عن مجد شخصي ولا مكافأة آنية.. ألا يشعركم هذا المشهد بمشاعر الفخر والاعتزاز؟؟!
حين ترى جحافل الشباب كل يعمل في مجاله في تناغم يأسر القلوب الصادقة بحب هذه البلاد.. شاب يتأبط حاسوبه المحمول ينهي مع مجموعته ترتيبات موقع البرنامج على الإنترنت وآخر يضع اللمسات الأخيرة على المجلة الخاصة بالبرنامج وثالث يرتب برنامج الحفل ورابع يطمئن على استعدادات ركن الأطفال ومجموعة يثبتون اللوحات الترحيبية وأخرى تتولى الترتيب لاستقبال ضيوفهم في المنصة الرئيسية وأخرى وأخرى وأخرى.. ماذا؟؟ هل نسيت أحداً؟؟
إخوتي .. إنني لم أذكر أحداً!!
هل يتنامى إلى أذهانكم وأنتم ترون هذه الفعاليات كيف أن وراءها شباباً استغنوا عن التمتع بإجازاتهم وأوقاتهم الخاصة مقابل أن يؤدوا خدمة لهذا البلد وأهله؟! أي بعد عن الأنانية هذا؟؟ وأي مستوى رفيع من التفكير الإيجابي؟؟
هل تتصورون معي تلك المشاهد الرائعة؟؟ أنا لا أتصورها.. أنا شهدتها في كل يوم من أيام البرنامج ماثلة أمامي، ألا يشعركم كل هذا بمزيج من الفرح والفخر وأشياء أخرى لا أعرف كيف أعبر عنها تجاه شباب هذا الوطن؟؟!
كل هذه الجهود غفلت عنها أعين المنافحين الذين تصدوا لكل من نقد تلك المهرجانات والبرامج مع أنها من أكبر وأسمى الأهداف التي نستفيدها من تلك المهرجانات.
ختاماً.. أهنئ محافظتي وأهلها على هذه النماذج الرائعة التي قدمت لنا ذلك البرنامج وأتحفتنا بنشاط جميل ملأ صيفنا بالمتعة والسرور فيما لا يغضب الله ولا يتنافى مع ثوابتنا.
ثم لا أنسى أن أزجي تحية ملؤها الإعجاب والإكبار والفخر إلى كل الشباب الكبير بهمته وطموحه وجهده أسوقها إليهم نيابة عن جميع من حضر تلك الفعاليات.. مع دعوات قلبية خالصة لهم بالتوفيق والسداد والرشاد في القول والعمل وأن يديم الله علينا هذه النعم تترى وتتوالى.

( * ) المدير التنفيذي لأعمال اللجنة الأهلية المساندة لبرنامج المدينة الصحية بالبكيرية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved