سيظل المسلمون في الصفوف المتأخرة التي استحقوها بجدارة منذ أن بعدت بهم خلافاتهم، وأهواؤهم عن التطبيق العملي لتعاليم دينهم الحنيف، سيظلون في موقعهم المتأخر ما لم يعيدوا النظر في كثير من مظاهر حياتهم السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي لا تنضبط بضوابط الإسلام، ولا تراعي تعاليمه، ولا تطبق شعائره تطبيقاً صحيحاً.
هذه حقيقة لا مناص لنا من الوقوف أمامها وقوفاً طويلاً للتأمل، والدراسة والبحث الدقيق الذي يمكننا من سلوك الطريق.
ديننا مصدر العزة: لا يشك في ذلك إلا من سيطر على عقله وهمه، وعلى قلبه شهوته، وعلى نفسه هواها، أما الذين رزقهم الله عقولاً واعية تفكر تفكيراً صحيحاً، وقلوباً صادقة تحمل إيماناً ويقيناً، ونفوساً مطمئنة تعرف الحق وتستضيء بنوره فإنهم يؤمنون بهذه الحقيقة، ولا يخامرهم شك فيها أبداً، مهما ادلهمَّ ليل الفتن، واضطربت أحوال الناس على وجه الأرض، إن الأحداث الدامية التي تجري في عالم اليوم تؤكد لنا - نحن المسلمين - أن المصدر الوحيد لعزتنا ومكانتنا في العالم إنما هو «ديننا الإسلامي الحنيف»؛ الدين الذي يدعو إلى الخير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويرقى بالنفوس، ويزكي الأخلاق، ويُنير البصائر، ويرعى الأسرة التي تحتضن الإنسان منذ ولادته إلى أن يصبح إنساناً مكلفاً عاقلاً يقوم بواجبه في بناء الحضارة، ونشر الفضيلة والعلم في المجتمع.
«ديننا مصدر العزَّة»، لا يجوز لمسلم أن يقف وقفة المتردد أمام هذه الحقيقة، ولا أن يستسلم للدعاوى الكاذبة التي يطلقها أعداء الإسلام، وأعداء الخير في كوكبنا الأرضي، تلك الدعاوى التي تتهم ديننا الحنيف بأنه هو مصدر العُنف، وهو الذي يدعو أتباعه إلى «الإرجاف، والإرهاب بمعناهما الغربي السائد هذه الأيام»، نعم لا يجوز لمسلم صاحب وعي وبصيرة أن يميل إلى شيء من هذه الدعاوى، غنىً عن اعتناقها، والتصديق بها، ومساعدة أعداء الإسلام في الترويج لها.
ديننا الإسلامي دين الخير والأمن والمودة والرحمة، دين الصفاء والنقاء اللذين لا تشوبهما شوائب الشهوات والشبهات والأهواء، وهو دين القوة الراشدة، والكرامة والإباء، دين الشجاعة التي لا تعرف الضعف والوهن، ودين الجهاد في سبيل الله الذي يواجه أهل الباطل المرجفين، المكابرين، الذين لا يرقبون في الناس إلاً ولا ذمَّة، والذين يصادرون حريات الناس، وهم يدعون أنهم يرعونها ويحفظونها، وباب الجهاد في الإسلام من الأبواب المهمة الواضحة التي تُفضي إلى عالم مشرق مضيء، واضح كل الوضوح، لا زوايا فيه ولا خبايا، ولا سراديب مظلمة، ولا مناطق معتمة يفرِّخ فيها الحقد والبغي، والغدر الذي أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه لا يأتي بخير.
ولا شك أن حقيقة ديننا الناصعة أكبر من كلِّ الظنون، وأسمى من كل الشبهات التي يحاول أعداؤنا إثارتها لتشويه معالم هذا الدين العظيم.
وليس معنى رفضنا القاطع لأعمال العنف البغيضة التي يتورط فيها بعض أبناء المسلمين أننا نرضى - والعياذ بالله - ببعض ما يقوله أو يكتبه أولئك الذين أعمى الله بصائرهم من أعداء المسلمين، أو أتباعهم المقلدين لهم من أبناء المسلمين، من كلامٍ باطلٍ، ودعاوى كاذبة تحاول أن تصور الإسلام الحنيف ومناهجه، وتعاليمه، ونصوصه الصحيحة الثابتة من قرآن كريم وسُنَّة مطهرة، تصويراً ظالماً يربط بينها وبين أحداث العنف التي تستهدف أمن الإنسان، وراحته وهدوءه، إننا - نحن المسلمين - نبرأ إلى الله من كل مخدوع يتخذ من أخطاء بعض المسلمين ذريعة لموافقة أعداء الإسلام في النيل منه، وتوجيه الاتهامات الباطلة إليه، سواء أكان ذلك المخدوع من المسلمين، أم من غيرهم.
إشارة
وهل يكون الحب ذا قيمة
إذا خلا من لذة الطهر
|
|