Sunday 10th august,2003 11273العدد الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
خطباء اليوم
عبدالرحمن بن سعد السماري

* خطبة الجمعة.. لها أهمية كبيرة.. يذهب الناس إلى المسجد يوم الجمعة يحملهم شوق إلى سماع هذه الخطبة.. ويحاولون الاستفادة منها قدر الإمكان ويصغون لها كلمة كلمة..
* ولست هنا لأتحدث عن هذا الموضوع الشرعي المتخصص «خطبة الجمعة» فهذا شأن علماء وفقهاء الأمة.. وهو موضوع متخصص له رجاله.. وله العارفون به وببواطنه.. وهم المؤهلون لطرقه..
* لكني سأتحدث كمتلقٍ يهمه جداً أن يسمع خطبة الجمعة ويستفيد منها ويستفيد منها أولاده معه..
* لقد وُفِّقتْ مساجدنا بفضل الله بنخبة من الأئمة والخطباء الذين يثرون هذه المنابر ويقدمون خطباً نافعة مفيدة تضيف لك الشيء الكثير.. وتذكرك بأمور غابت عن بالك.. وتنبهك لأخطاء وسلبيات وقعتَ فيها.. وترشدك لأشياء قد تقع فيها.. وتُبيِّن الصح من الخطأ.. وكيفية التعامل مع أمور كثيرة حولك..
* أكاد أجزم.. أن أكثر من «99%» من خطبائنا بهذا الشكل.. متقيدون بأركان وواجبات وشروط خطبة الجمعة.. كماً وكيفاً..
* تدخل المسجد وتخرج وقد استفدت كثيراً كأنك استمعت إلى درس شرعي مُركَّز يدخل أعماقك في لحظات خشوع.. وهو بالطبع.. يختلف عن إصغائك لمحاضرة أو درس آخر.. أو كلمة تُلقَى هنا وهناك.. فخطبة الجمعة.. فوق أهمية وفضل سماعها والإصغاء لها والتزام الأدب حين إلقائها.. هي أيضاً لها وقع كبير في النفس.. وتدخل في الأعماق لأن الإنسان في لحظة خشوع وتذلُّل.. فهو في ساعة الجمعة.. تلك الساعة العظيمة.. وهو في لحظات لها وقعها في نفسه.. وكل كلمة تدخل في أعماقه..
* قضايا شرعية كثيرة طرقها الخطباء وأجادوا وأبدعوا فيها.. وتناولوها بما تستحق.
* قضايا اجتماعية وشرعية تهم الفرد والأسرة والمجتمع.. كانت موضوع هذه الخطب..
* لقد تناولوا قضايا تربوية تلامس حياتنا اليومية وحياة أولادنا.. ونبَّهونا إلى أخطاء وجوانب تقصير كانت تخفى على الجميع.
* وتناولوا قضايا تتعلق بالأحوال الشخصية وعلاقة الناس مع بعضهم البعض.. ووُفِّقوا إلى درجة كبيرة في بسطها وبيان الوجه الشرعي فيها..
* وقضايا عامة تهم الناس كل الناس.. نعم.. تعني الجميع وليست بعيدة عن همومهم..
* خطب جيدة مركَّزة قريبة من أفهام أواسط الناس وليست بعيدة عن اهتماماتهم ولا عن أفهامهم ولا عن هموهم اليومية.
* لقد كادت الناس بفضل الله.. أن تنسى تلك الخطب النارية الملتهبة التي تتجاوز ساعة من الزمن دون أن تفهم منها شيئاً.. ودون أن تحقق لك أي شيء.. لقد تلاشت بفضل الله ومنته..
* خطب كانت أشبه بالتقارير السياسية أو التحليل السياسي وكأن الخطيب مراسل صحفي أو رئيس حزب سياسي أو يتحدث في محاضرة في قسم السياسة بالجامعة..
* شروط وواجبات وأركان الخطبة.. كلها مفقودة.. صراخٌ وصوتٌ عالٍ يرهق الأسماع دون أن يسمع الحضور أي كلمة شرعية أو منحى شرعياً أو موعظة أو دعاءً أو آية أو حديثاً في الخطبة..
* الخطيب.. جاء ملتهباً للتعليق على قضية سياسية لا تهم أي واحد من الحضور على الإطلاق..
* الحضور مجرد خليط بين أجانب وآخرين اهتماماتهم متوسطة ودون المتوسط.. والموضوع برمته لا يعنيهم البتة.. فوق أن الخطيب قفز فوق شروط خطبة الجمعة.
* إن بين أيدينا خطباً مطبوعة لعلمائنا الأجلاء الكبار.. أعضاء هيئة كبار العلماء ومَنْ في حكمهم.. وهي المقياس الشرعي الدقيق لخطبة الجمعة.
* نحمد الله أن خطباء اليوم.. على نهج السلف في الخطبة.. ونحمد الله.. أنهم موجودون في أكثر مساجدنا.. ونحمد الله.. أننا صرنا نستفيد من خطبة الجمعة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved