بداية تعتبر امراض قصور الشريان التاجي وجلطات القلب «الاحتشاء القلبي» من اكثر اسباب الوفاة في الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي بدأت تتبوأ نفس المكانة في الدول العربية والشرق الاوسط نظراً للتغيرات التي حدثت في انماط الحياة والعادات الغذائية من زيادة في مستوى الكوليسترول والدهون في أكلاتنا بالمنطقة العربية بعد انتقال كثير من العادات الغذائية الغريبة الى المنطقة والتحول من الاكلات ذات المحتوى العالي من الخضراوات والفاكهة والالياف الى انواع من الاطعمة ذات محتوى عال من الدهون والبروتينات والكوليسترول، كما حدث تحول كبير في انماط الحياة بالمنطقة العربية من حياة مليئة بالمجهود العضلي والحركة الى حياة اكثر مع التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة على حساب حركة زيادة في الضغوط النفسية والعصبية بما يؤثر بالسلب في الصحة العامة وبخاصة زيادة نسبة الاصابة بامراض الشريان التاجي وجلطات القلب.
ان عملية اعادة التأهيل لمرضى جلطات القلب يبدأ منذ وجود المريض بالمستشفى بعد انتهاء الفترة الحرجة وبعد استقرار الحالة العامة للمريض حيث يبدأ حث المريض على الحركة والعلاج الطبيعي داخل وحدات الرعاية المركزة ثم داخل الاجنحة والغرف الخاصة بالمرض لمنع حدوث كثير من المشكلات المرتبطة بطول فترة المكوث بالفراش مثل جلطات الساقين وانخفاض الضغط الشرياني المرتبط بوضع الجسم وغيرها.
ان اعادة التأهيل تقوم على العوامل الاساسية التالية:
** ممارسة الرياضة.
** الدعم الاجتماعي للمريض.
** تقليل عوامل الخطورة المرضية.
** العلاج الدوائي.
واننا نقصد هنا بالرياضة انواعاً معينة من الرياضة مثل السباحة حيث انها النوع المناسب لمرض القلب عموما، وتبقى هناك انواع من الرياضات لايسمح لمرضى القلب بممارستها مثل رفع الأثقال مثلاً او الرياضيات العنيفة الا ان الرياضة بمفردها لاتعتبر قادرة على تقليل نسب الاصابة بأمراض الشريان التاجي بقدر كبير دون تقليل عوامل الخطورة المصاحبة للمرض مثل: ضبط ضغط الدم الشرياني في حالة ارتفاعه وضبط نسبة السكر، وتقليل الكوليسترول بالدم، والتوقف عن التدخين، وهذه العوامل يمكن ضبطها اما عن طريق تغيير العادات الغذائية او عن طريق التدخل الدوائي في بعض الاحيان.. ان تغيراً بسيطاً في عاداتنا الغذائية وتقليل محتوى الدهون والكوليسترول والاملاح بها وزيادة نسبة الالياف والمفردات والفاكهة وممارسة قدر من الرياضة والتحول الى حياة اقل في الضغوط النسبية يحدث قدراً كبيراً من التحسن ويقلل نسب الاصابة بأمراض الشريان التاجي بنسب كبيرة جداً.. ان ممارسة الرياضة تقلل من نسب الوفاة وعودة الاصابة بجلطات القلب بنسب تقارب 25% كما انها تزيد من معدل ضخ الدم وتقلل او على الاقل تمنع زيادة الضيق بالشريان.
ثم تأتي الى واحدة من اهم المشكلات حالياً بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط الا وهي مشكلة التدخين الذي يعتبر احد اهم العوامل ان لم يكن اهمها على الاطلاق المسبب لامراض الشريان التاجي. ان التدخين يزيد نسبة الاصابة بأمراض الشريان التاجي الى اكثر من الضعفين في المدخنين مقارنة بغير المدخنين.
ان مجرد التوقف عن التدخين في العام الاول يقلل نسبة عودة الاصابة بجلطات القلب الى نسبة الثلث تقريباً.
نأتي هنا الى عامل مهم جداً قد يخفى على الكثير من رغم اهميته الا وهو الدعم المعنوي والاجتماعي للمريض من اهله والمحيطين به دونما اعطائه شعوراً بالنقص فإن ذلك يؤثر بشكل فعال في تقليل نسب الوفاة وعودة الاصابة بجلطات القلب وقد اظهرت احدى الدراسات ان الدعم الاجتماعي والمعنوي للمريض قد يقلل نسبة الوفاة وعودة الاصابة الى ما يقارب 25% عنه في هؤلاء الذين يعانون الوحدة او الاهمال الاجتماعي.
اما عن دور التدخل الدوائي المهم لضبط كثير من عوامل الخطورة المرضية المسببة لامراض قصور الشريان التاجي كضبط ضغط الدم المرتفع ونسب السكر بالدم ونسبة الكوليسترول بمختلف الادوية المتوافرة تحت اسماء كثيرة بالاسواق ومن اهمها مثبطات بيتا وخافضات الكوليسترول بالدم ومضادات الصفائح وبخاصة الاسبرين الذي يتمتع بكفاءة عالية بناء على الدراسات العالمية لما له من تأثير واضح وفعال في تقليل نسب الاصابة والوفاة بأمراض الشريان التاجي.
اخيراً يمكننا القول بأن العودة الى حياة طبيعية خالية من الضغوط النفسية مع ممارسة قدر اكبر من الرياضة وتعديل طفيف في عادتنا الغذائية والتوقف عن ممارسة العادات السيئة مثل التدخين والافراط في استخدام الوجبات الغنية بالكوليسترول يقلل كثيرا من أسباب الاصابة بأمراض الشريان التاجي.
|