سعادة رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعقيباً على ما جاء في عددكم رقم «11199» وتاريخ 27 ربيع الآخر 1424هـ بعنوان «إليك أيها الأب» للأخت الكريمة/ مريم بنت عبدالكريم السويد أقول مستعيناً بالله وموجزاً تعقيبي بعدة نقاط هي:
1- أوصى الله سبحانه وتعالى الأبناء ببر الوالدين حيث قال في محكم التنزيل {وّقّضّى" رّبٍَكّ أّلاَّ تّعًبٍدٍوا إلاَّ إيَّاهٍ وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانْا إمَّا يّبًلٍغّنَّ عٌندّكّ الكٌبّرّ أّحّدٍهٍمّا أّوً كٌلاهٍمّا فّلا تّقٍل لَّهٍمّا أٍفَُ وّلا تّنًهّرًهٍمّا وّقٍل لَّهٍمّا قّوًلاْ كّرٌيمْا }.
2- أوصى الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه الآباء بأبنائهم ووكلهم عليهم حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
3- أوصى الله سبحانه بصلة الرحم حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من أحب أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه» كما أوصى بالجار حيث قال صلى الله عليه وسلم «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
4- مما سبق فإن الله أوجب في المقام الأول صلة الأبناء لوالديهم وبرهم واحترامهم وتقديرهم وتقديمهم على أنفسهم حتى وإن قطع الوالدان الصلة بهم.
فقد أوضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان صلة الرحم تكون لمن قطعك من الأقرباء والجيران فما بالك بالوالدين. فالواجب على الأبناء صلة والديهم والتقرب لهما واغتنام فرصة حياتهما لدخول الجنة مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «رغم أنف امرئ أدرك والديه أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنة».
5- إن للأبناء حقوقاً كثيرة على والديهم فيجب على الوالدين مراعاتها وأدائها على الوجه الذي يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن إهمال الأبناء وعدم الاهتمام بهم من الناحية المادية والمعنوية يعد تفريطاً بالأمانة التي أوكلها الله إياها.
6- نخلص مما سبق إلى أن المسؤولية والواجب مشترك بين الأبناء والوالدين وان كانت تقع في المقام الأول على الأبناء فيجب عليهم بذل الغالي والنفيس للفوز ببر والديهم والنجاة من عاقبة عقوقهم والله من وراء القصد.
والسلام عليكم،،،
عبدالرحمن بن محمد المسند
|