إن ما أضفى على حياتنا كثيراً من التميّز هو عشقنا للأمن والأمان، وعدم صمتنا على سوء مسّنا، وعميق إحساسنا بالجمال بعواطفنا الفطرية الجياشة، إلى أدب التخاطب، وحنو الأب والزوج والولد والخادم، ورحمة الصغير والمظلوم، وحب لين الظالم، ونظرة الوافد والزائر، ودهاء الوارد من خير وعطاء ومتعة بلا شقاء، ويد مكفوفة عن الأذى وجار يجير ولا يجور.
إن فينا شجاعة ووفاء ولا أمة تشبهنا في هذه، وكبرياء الهامة عملا بالمكانة الانتمائية الفردية الاجتماعية في أناقة وتباهي بجمال المحدث والحديث وكل جديد وفينا تواضع، ولكننا ننسى وما ينسينا الا الشيطان من أنس وجان فهو يختار لنا ما ينسينا ويعمل على تعطيل ما يميزنا ويحير أعداءنا فينا، ليضاعف نقمته ويزيدنا عدواً على عدونا ويوقع البغضاء بيننا ألم يكن هذا مما جاء به محذراً نبينا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام أليس فينا حكيم وعالم وطبيب؟ بلى فينا وهو خير ما فينا أخذ منه مهطعو الرؤوس فرفعوا هاماتهم وتميزوا به فوقنا ونحن أهله وأسبابه، ألم ينسينا هذه الشيطان؟ نعم أرهقنا.
(36) وّلا تّمًشٌ فٌي الأّرًضٌ مّرّحْا إنَّكّ لّن تّخًرٌقّ الأّرًضّ وّلّن تّبًلٍغّ الجٌبّالّ طٍولاْ}.
لعلي أجدها شافية كافية لما ينشده عاقل يردده ولي أمرنا الفهد ملكنا الشهم عند ما قال تعلموا وقادنا إلى العلم ثم أميرنا عبدالله الذي يتمسك بإصلاح ما نسينا من واجب وصلاح وسلطان الخير يسعى بنا وما يدعونا إليه باسط يده إلينا بالأمن والأمان الفارس الناصح صاحب النظرة الآمنة أميرنا نايف يشدد أزره أحمد ومحمد أفاضل يرجون لنا علم وصلاح بال، زادهم الله فضلا وحسن بصيرة وجمع إليهم من كان سمعه وبصره وفؤاده قائم بما يجرى منه، الواجب الواضح. إنهم لا يحكمون بقول أو فعل حتى يستخلصوا مردة لصاحبه.
إن ما جاء إلينا به محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام من عندالله وما قاله لنا بأن نقول الخير أو نصمت لا يختلف عاقل على جمعها لكل الفضائل التي تميز هذه الأمة الوسط فتعالوا نقْفُ ما نعلمه ونقول الخير ثم نعمل به ولا نثير الفتن أو نمد يدا بشر أو لساناً بسوء.
فالقاضي لا يتأثر بقول مكتسب فخور ولا بناشز مغرور ولا بصوت يعلو يرجو حقاً بباطل ولا بشاهد لم ير ولا بظالم يرهق مضطراً فقضاؤنا حق بحق ورجاله من فقيه وعالم ومجتهد يأخذ بالفضيلة.
والمحامي له من عاهد فقليل خير من كثير يورثه النار {إنَّ السَّمًعّ وّالًبّصّرّ وّالًفٍؤّادّ كٍلٍَ أٍوًلّئٌكّ كّانّ عّنًهٍ مّسًئٍولاْ}.
والتاجر لا ينقص المكيال ولا يتنطع فقد هلك المتنطعون ومن غشنا ليس منا.
وعلى كل أناس فيما يسِّروا له أمانة لا خير في خيانتها طاعة الله والوالدين وولي الأمر فينا واتباع الفضائل، ولنكن جميعا بطانة الأمن والأمان حبا لأرض السلام. فالآن لنا مواقع للحوار فلنتق دسائس الأعداء.
(*)جدة ص ب 6521/رمز 21452
|