قال تعالى: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
إن مما لا شك فيه أنه يجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يقوم بمسؤولياته المنوطة به تجاه ما يسمى ب«الارهاب» في وطننا الحبيب، هذا الارهاب الذي هو ترجمة للفكر الخارجي والعقيدة التي تقوم على تكفير المسلمين بغير وجه حق، بل تحكم على المجتمعات الإسلامية قاطبة بالخروج عن ملة الإسلام، وأن مساجد المسلمين ليست سوى معابد جاهلية، كما هو موجود في كتب هؤلاء القوم، والمسلم فقط هو من انتحل نحلتهم ولف لفهم!
أما الهيئات الحكومية وعلى رأسها وزارتا الشؤون الإسلامية والتربية والتعليم فالله يكون في عونهما لأنهما يتحملان الجزء الأكبر في عملية توعية أفراد المجتمع والشباب منهم خاصة بخطورة المنهج التكفيري المنحرف، الذي أفرز أفكاراً خطيرة كتكفير ولاة أمر المسلمين والطعن في علمائهم والقيام بعمليات التفجير التي لم ينج من شررها أحد أما حسياً أو معنوياً.
ولقد أضيف إلى المكتبة السعودية كتاب جديد بعنوان «الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية» جمع وإعداد محمد بن فهد الحصين وقدم له العلامة صالح بن فوزان، وهذا الكتاب من خلال قراءتي له واطلاعي على فرح أهل الحق من العلماء وطلبة العلم به أحسب أنه يجب على الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم تبني طباعة مثل هذا الكتاب وتمكين طلابنا وطالباتنا من الاطلاع عليه لأمور مهمة منها:
- أن الكتاب يحوي أقوالاً فاصلة بين الحق والباطل في مسائل كثر الخوض فيها بغير علم، كمسائل التكفير وطاعة ولاة الأمر والتفجير وخطف الطائرات والاغتيالات والخروج والطعن في العلماء والجهاد الشرعي.
- أن هذه الفتاوى صادرة من علماء كبار ينتمي أكثرهم إلى أعلى المؤسسات الشرعية في المملكة وهي هيئة كبار العلماء وهم مصدر ثقة - ولله الحمد - عند عامة الشعب السعودي والعالم الإسلامي، ففيه فتاوى لهيئة كبار العلماء والمشايخ الكبار كابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى وسماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ والفوزان واللحيدان ومعالي وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ - حفظ الله الجميع.
- أن الكتاب رد على فئة متطفلة على منصب الافتاء، ومنتحلة لزي العلماء، هذه الفئة التي كثيراً ما غررت بشباب الإسلام باسم الجهاد.
- أن الكتاب لم يخل من فتاوى حول بعض الأحداث الأخيرة المأساوية كما حصل في التفجير الذي وقع في الرياض مساء يوم الاثنين 11/3/1424هـ وبيان حرمتها وإجرامها.
- أن الكتاب يجيب عن أسئلة كثيرة تدور بمخيلة الشباب حول بعض المصادر المشبوهة التي تبث كل ما من شأنه إثارة الفتن والقلاقل في المجتمع السعودي المسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
|