ربما اعتقد معمر القذافي أن هجومه على المملكة في مقابلة مع إحدى شبكات التلفزة الأمريكية يمكن أن يشكل له مخرجاً من المصاعب التي يعاني منها مع الغرب مثل قضية لوكربي.
ومن ثم فقد راح يعزف على ذات الوتر الذي تعزف عليه جماعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة مع ترديد ذات العبارات..
وكان يجدر بالقذافي أن يدرك أن هذا الهجوم اليميني المتطرف ضد المملكة يستهدف الأمة العربية والإسلامية قاطبة وأن اختيار المملكة إنما بسبب دورها الرائد ووجودها المؤثر.
فالهجوم في الأساس يستهدف زحزحة المملكة والعالمين العربي والإسلامي عن تأييد القضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ولهذا فإن الأيدي الصهيونية تظهر بوضوح في كل هذا التدبير التآمري، وللأسف أن يكون هناك من بين أبناء جلدتنا من يردد ذات الأكاذيب والدعاوى.
وعلى كل، فليس بغريب على الزعيم العربي الذي يهدد بترك الجامعة العربية أن يفعل ذلك، والقذافي بذلك إنما يسهم في إحداث البلبلة في المحيط العربي في وقت يتم فيه استهداف كامل الصف العربي، أي أنه يساعد الخصم لأنه ينخر من داخل البناء العربي.
ومن المهم أن يدرك معمر القذافي أن كل هجوم على دولة عربية أو على كيان عربي مثل الجامعة العربية التي كان هدد بالخروج منها سوف يرتد عليه وأن ذلك لن يجلب له سوى نظرات الأسى من الآخرين لأن الذي يهاجم أمته لن يحظى بكثير تقدير من الآخرين الذين سيستدرجونه في كل مرة لتقديم فقرة جديدة في سلسلة مؤامراتهم الهزيلة ضد هذه الأمة.
|