** حين تغلق الباب في وجه المحاولات الشرسة التي تود لو تقتنص منك هدوءك وأنت في إجازتك..
فأنت قد تجد مقاومة في البدء..
ثم في المرات المتوالية
ستنهار المقاومة تماماً..
** على الشواطئ..
يمكنك أن تُهرب كل متاعب العالم التي تتحوطك.. وترمي بها نحو الشواطئ المكتظة..
وترقبها وهي تستحيل إلى قوارب من ورق.. تذبل تدريجياً.. وتتمزق حتى تغيب في زرقة الماء!
** دع ضميرك العالمي يغفو قليلاً..
حاول أن تتناسى كيف يعيش العالم حروباً وكوارث وفيضانات وطغيانا..
حاول أن تمسح من رأسك صورة شارون وبوش وصدام وبلير وزوجته المغنية الجديدة..
حاول أن تكون اليوم طفلاً..
يولد على حافة البحر.. يبعثر التراب..
وينسج الأحلام الصغيرة..
ويرشق الدنيا بالماء المالح..
** حاول أن تكون
الإنسان الذي كان
ولا يستطيع أن يعود كما كان..
علمه اليوم كيف كنت..
علم الإنسان في داخلك..
من أنت.. قبل أن يكبر ويقرأ ويفهم ويستوعب ويتألم ويبكي ويغار ويحترق ويخاصم ويطمح بجنون ويعتب ويركض ويتأسى ويحاول أن يصلح العالم فلا يستطيع يداهمه العجز.. فيعود ليجد البكاء وحرقة الألم تنتظره.
** حاول اليوم أن ترى الإنسان في داخلك..
إنسانك الأول الذي كنته..
صغيراً.. لدناً.. مظفر الأحلام.. خميلي النظرة للحياة..
ناعماً.. مبتسماً..
يركض في الاتجاهات المشمسة ويرقب العالم دون مبالاة..
يحصد فقط الورد ولا يعرف غيره..
ويقرأ الشعر ويلون الدنيا بالكلمات..
** على الشواطئ..
سافر.. واتجه بعيداً..
حيث تترك الجفاف الذي تراكم حول أصابعك فأزال القشرة العليا لجلدك..
اغمر أيامك بالماء..
ودع نجد اللافحة تتلو عليك قصائدها
وأنت ترسم على صفحة الماء وجدك وحنينك..
والعالم حولك يطرق أبواب هدوئك.. ويكرر محاولاته الشرسة لإيقاظك من لحظة سفر تحاول فيها أن تلعب دور اللامبالاة بما يعيشه الآخرون!!
|