* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
تشهد قاعات الأفراح وصالات الفنادق الكبرى في كافة مناطق المملكة خلال أيام الإجازة الصيفية سلسلة من المناسبات السعيدة - حفلات زفاف، خطوبة، ولمواكبة هذه الأفراح نرصد من خلال هذا التحقيق العديد من القضايا التي تحوز على اهتمام الجميع خاصة في ظل ما يرافق هذه المناسبات من جدل كبير حول التبذير الكبير التي تشهده بعض الاحتفالات اضافة إلى المغالاة في أسعار الصالات والتي وصلت إلى مستويات كبيرة وهو ما جعل الكثيرون من العرسان وذويهم يبحثون عن حلول مناسبة وكانت هذه الحلول تتمثل في تنفيذ خطط جيدة وعقلانية في عدد من مناطق المملكة وهي الزواج الجماعي اضافة إلى التوجه إلى الاستراحات التي تقدم عروضاً مناسبة وبأسعار معقولة جداً وغير ذلك من القضايا التي سوف نتناولها من خلال العديد من اللقاءات.
وقد تطرقنا في هذه اللقاءات للعديد من الموضوعات المرتبطة بالزواج وركزنا على بعض السلبيات التي تؤثر على هذا الرباط المقدس وخاصة فيما يتعلق بالتكاليف الكبيرة التي أصبحت تتزامن مع مناسبات الزواج وتحيل الفرحة المطلوبة والمنتظرة في هذه المناسبة إلى أعباء كبيرة تثقل كواهل الشباب وأسرهم وتصيب الشباب بقلق نفسي بسبب الديون التي تكبل الفرحة وتكبل الحياة الزوجية بقيودالمطالب المالية ومن ضحايا تكاليف الزواج المبالغ فيها شاب قال لي أنه تزوج قبل عام وأنه لا يتبقى من راتبه الشهري سوى ألف ريال فقط من أصل 6500 ريال وذلك بسبب محاولاته تسديد الديون التي غرق فيها بسبب المظاهر الكاذبة وحتى لا نطيل في المقدمة تعالوا معاً نبحر في أعماق هذه القضية من خلال عدد من الآراء والله الموفق.
توجيهات عامة
يقول الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة المدينة: بداية أود التأكيد على أن الزواج حاجة ضرورية ومهمة أساسية في بناء المجتمعات وهو مندوب إليه في الدين الإسلامي الحنيف وانطلاقاً من هذه الحقائق أرى ضرورة العمل من الجميع في مجتمعنا على إعانة الشباب على الزواج ومساعدتهم على إتمامه. ونوه الشيخ المويلحي بدعم الدولة - رعاها الله - وتشجيع أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق - حفظهم الله - لقضايا دعم الزواج من خلال دعمهم المتواصل لمشروعات خيرية عديدة تنتشر في مناطق المملكة تسهل مهمة الزواج على الشباب من خلال تقديم المعونات لهم مطالباً بضرورة مساعدة الشباب على توفير فرص عمل مناسبة قبل الزواج حتى نضمن الاستقرار الذي يعتبر مطلباً أساسياً في تأسيس شركة الزواج بين الزوجين، وأكد على ضرورة أن يعمل الموسرون وأهل الخير على مساندة هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة في هذا المجال لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها ودعا إلى أهمية تعاون المجتمع وتآزره للتصدي للقيود الاجتماعية البالية التي تعوق الزواج بالعودة إلى الوعي الإسلامي واقتفاء أثر السلف الصالح بتخفيف المهور وتكاليف الزواج.
أوقفوا الإسراف
وقال الأستاذ أسعد بن حسني القبلي مدير عام فرع وزارة الإعلام المكلف بمنطقة المدينة المنورة بداية أهنىء كل من يحتفون هذه الأيام بزواجهم سائلاً المولى جلت قدرته أن يديم على الجميع التوفيق والسعادة وقال إنني أسعد عندما أشارك عزيزاً على النفس أو جاراً أو قريباً في حفل زفاف ولكن سعادتي تتلاشى عندما أشاهد مظاهر البذح والإسراف في بعض هذه الحفلات ورغم إيماني الشديد بضرورة وإظهار الفرح والبهجة بمناسبة الزواج لأنه أمر محمود وسنة نبوية شريفة إلا أن إظهار الفرح لا يعني إهدار المال بشكل جنوني فالفرح الذي أتمناه لكل عروسين هو السعادة والاستقرار وهذا ليس له علاقة بالإسراف والمظاهر. وقال القبلي الذي أراه كمسلم ونحن نعيش في مجتمع إسلامي محافظ أن نشهر الفرح بهذه المناسبة ولكن في حدود الآداب الإسلامية والأعراف والمبادئ التي عايشناها وألا ندع فرصة لبعض العادات والتقاليد وحب المظاهر أن تسيطر علينا وتجعلنا أسرى لها ونحمل أنفسنا تحت شعار الفرح أعباء فوق طاقتنا من تكاليف مالية باهظة لا داعي لها وينتج عنها العديد من السلبيات يكون أكثر المتأثرين بها العريس الذي من المفترض أن يدخل حياة جديدة بعيداً عن أية منغصات ولكن البعض وبتصرفات منحرفة وإرضاء لبعض النزوات يجعل العريس يدخل حياته الجديدة وهو مكبل بقيود الديون وتبعاتها المريرة وقال القبلي متسائلاً لماذا الإصرار على الإسراف في موائد الطعام؟ ولماذا المبالغة في السهر حتى ساعات الصباح الأولى؟ ولماذا الإسراف في إقامة مظاهر الزفاف؟ ودعا إلى ضرورة الترشيد قدر المستطاع في تكاليف الزواج حتى نشجع الشباب على الزواج.
حلول لمواجهة المغالاة
ويقول ابراهيم طرابيشي وهو أحد كبار السن بداية أرى ضرورة مساهمة الجميع في الحد من المبالغة في تكاليف الزواج والتي تشكل عائقاً أمام شبابنا لإتمام هذه الأمنية التي يسعى من أجلها كل شاب وقال: إنه رغم كثرة قاعات المناسبات إلا أن هناك مبالغة في أسعارها حيث تصل الأسعار إلى 40 ألف ريال في الليلة هذا عدا تكاليف حفلة العشاء للرجال والنساء ووضع الطرابيشي حلولاً لمواجهة هذا الاستغلال والجشع وقال إنسعيد بمتابعة حفلات الزواج الجماعي التي تشهدها العديد من مناطق المملكة خلال هذه الفترة وقال إن هذا حل مناسب لمواجهة ارتفاع تكاليف الزواج وعلينا تشجيع هذه الظاهرة كما طالب بضرورة مقاطعة قصور الأفراح التي تبالغ في أسعارها وهناك البديل والمتمثل بالاستراحات التي تنتشر في مناطق بلادنا الغالية والتي توفر خدمات طيبة وبأسعار مناسبة جداً.
وقال الطرابيشي إنني أطالب الجهات المسؤولة بوضع تسعيرة مناسبة لقصور المناسبات وفق درجات معينة كالفنادق مثلاً وإلزام ملاك هذه الصالات بالتسعيرة.
|