* الجزيرة - خاص:
أجمع عدد من رؤساء المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات على ضرورة الاستفادة من الثورة الحادثة في علوم الاتصالات، وتقنيات المعلومات في تحقيق الأهداف الدعوية، وتفعيل برامجها، والتواصل مع الأقليات الإسلامية في الخارج بما يساهم في ترسيخ ايمانها، وقدرتها على رد الشبهات، والتعريف بصحيح الإسلام.
واتفق رؤساء المكاتب في استطلاع أجرته «الجزيرة» حول فرص الاستفادة من ثورة الاتصالات في المناشط الدعوية، على أن الإمكانات الماددية، وعدم توافر الكوادر الفنية المؤهلة يحد من الاستفادة المثلى من هذه التقنيات في مجال الدعوة، في إشارة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية في دعم قدرة المكاتب في هذا الاتجاه.
عرض الجنس الصريح
في البداية يقول الشيخ حمد بن إبراهيم الحريقي نائب مدير مكتب القويعية: إن ثورة المعلومات والاتصالات تمثل واحدة من التحديات العصرية التي ينبغي التعامل معها لتحقيق اكبر قدر من المصالح للدعوة والدعاة، لانه لو لم يستخدمها الدعاة فإن غيرهم يستخدمها ويحقق بها ما يسعى له من فساد وإفساد للعقائد والاخلاق والواقع يشهد بذلك.
فالقنوات الفضائية على سبيل المثال اليوم أصبحت بعضها متخصصة في عرض الجنس الصريح ليست في عرض الصور العارية فحسب، الأفظع من ذلك أن بعضها متخصص في الشرك والكفر والسحر، وهذه القنوات ذات تأثير عجيب على صغار السن الشباب من البنين والبنات بل وحتى الكبار فلابد من منافسة أهل الباطل فيها.
ويضيف الشيخ الحريقي ومما يؤسف له أن مكاتب الدعوة لم تدخل حتى الآن هذا الباب وليتها تفعل، ومثل ذلك الإنترنت فهي وسيلة ضخمة من وسائل الإفساد، وفي نفس الوقت يمكن أن تكون من وسائل الإصلاح لو استغلت الاستغلال الأمثل، ومكاتب الدعوة - بحمد الله - ولجت هذا الباب وأصبحت تهتم به وتحققت بفضل الله مصالح كثيرة، ومكتبنا له الآن موقع تحت الإنشاء، ولدينا الكفاءات الفنية والعلمية التي يمكنها من خلالها تشغيل، واستخدام الموقع فيما يفيد الدعوة ويخدم مصالحها، ومخاطبة الأقليات الإسلامية في الخارج بما يسهم في تعليمهم ومساعدتهم والرد على استفساراتهم.
حمل لواء الدعوة
من ناحية يؤكد الشيخ عبدالله بن محمد الجدعان المشرف على المكتب بمحافظة قرية العليا أن ثورة المعلومات والاتصالات الحالية يمكن أن تؤدي دورا كبيرا لتفعيل أداء المكاتب التعاونية وتواصلها مع المسلمين والاقليات الإسلامية في الخارج من خلال الإنترنت ومواقع المكاتب الإسلامية بالخارج، وهناك بعض المكاتب التعاونية لديها الإمكانات البشرية المؤهلة للقيام بهذا الدور وحمل لواء الدعوة إلى المسلمين، وغير المسلمين في الخارج.
الإفادة في كل مكتب
اما الشيخ صالح بن يوسف الزهراني مدير المكتب بمكة المكرمة فيؤكد على ضرورة الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة في كل مكتب وحسب إمكاناته سواء الإمكانات البشرية أو المادية.
وسيلة دعوية
ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم العباد رئيس المحكمة ومدير المكتب بالعلا لقد كان لثورة المعلومات والاتصالات الحديثة اكبر الأثر في تفعيل دور المكاتب التعاونية حيث وجدت مواقع دعوية كثيرة في الإنترنت ذات تأثير كبير، وتم إسلام العديد من الأشخاص عبر هذه الوسيلة الدعوية، كما تم التواصل من خلالها مع الاقليات الإسلامية في الخارج ولا ننكر وجود بعض المكاتب التعاونية التي تمتلك الإمكانات البشرية المؤهلة لذلك ولكنَّ كثيرا من المكاتب مازالت تفتقر إلى تلك الوسائل.
خطة إستراتيجية
اما الشيخ حمود بن جابر الحارثي مدير المكتب في قيا بجنوب الطائف فيقول: لا شك أن الثورة المعلوماتية وسيلة هامة وسلاح ذو حدين والاستفادة منها في عرض الإسلام والدعوة إليه اصبحت ضرورة تقتضيها تداعيات العصر، مشيراً إلى أن كثيرا من المكاتب التعاونية تفتقر إلى الإمكانات المادية والبشرية المؤهلة لذلك، وهو ما يتطلب وضع خطة استراتيجية تتبناها الوزارة لتدريب الطاقات المؤهلة علمياً وفنياً للاستفادة من ذلك بضوابطه، وتأسيس مواقع يقدم من خلالها الإسلام الصافي، ويرد من خلالها على الشبهات المثارة حول الإسلام.
المكاتب غير مؤهلة
ويوضح الشيخ عبدالرحمن بن فهد المثيب المشرف على المكتب بمركز فيد بحائل أن بعض المكاتب التعاونية تفتقر للدعاة الرسميين الذين يقومون بواجبهم في هذه البلاد، مؤكداً أن المكاتب التعاونية في الوقت الراهن غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة عبر هذه التقنيات، وهذا يحتم على المسؤولين التخطيط لها، وتوفير الدعاة المؤهلين لذلك.
نحتاج الدعم المالي
ويبيّن الشيخ عبدالله بن معلا الرفاعي مدير المكتب بالعيص أن العالم يعيش اليوم ثورة معلوماتية كبيرة، يتواصل من خلالها، وقد استغلها اعداء الدين والاخلاق استغلالاً كبيراً، والمسلمون اولى بالاستفادة من هذه الوسائل والتقنيات، والمكاتب التعاونية في مقدمة من ينبغي أن يستغل هذه الثورة لنشر رسالتها من خلالها ومزاحمة الرسالات الهدامة، مشيراً إلى ان المكاتب التعاونية تمتلك الامكانات البشرية المؤهلة لذلك والقادرة بإذن الله على أداء دور فعال في هذا المجال ولكنها بحاجة إلى دعم مادي.
فوائد عديدة
ويقول الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان مدير المكتب بحي السويدي بالرياض: إن من أعظم الفوائد التي يمكن تحقيقها عبر هذه الوسائل الحديثة هو تفعيل دور المكاتب التعاونية وتواصلها مع المسلمين والأقليات المسلمة في الخارج وتعريفهم بمناشطها ورسالتها الدعوية السامية بما فيها وسيلة شبكة الإنترنت ذلك انها لا تحتاج إلى كبير جهد ولا كثير مال تستطيع المكاتب التعاونية من خلالها إبراز انشطتها المختلفة.
مشيراً إلى أن الدعاة في المكاتب التعاونية مؤهلون لحمل هذه الرسالة السامية والقيام بأعبائها ولكن لا تستغني ابداً عن وقفة المسؤولين في وزارة الشئون الإسلامية واستشارتهم في بعض الجزئيات وتوفير الدعم لهم مادياً ومعنوياً.
الوسيلة الناجحة
ويقول الشيخ سعد بن عواد السحيمي مدير المكتب بمحافظة الحناكية: يمكن متى وجدت الإرادة، والإمكانات أن تحقق المكاتب التعاونية الكثير من اهدافها عبر هذه الوسائل والمواقع الدعوية على شبكات الانترنت خير شاهد بذلك لانها الوسيلة الناجحة في هذا الزمان، لكن الحقيقة أن الإمكانات البشرية تختلف من مكتب لآخر، ولكن معظمها لا تمتلك الإمكانات المادية اللازمة.
قصور المكاتب
ويؤكد الشيخ موسى أحمد خمج رئيس المكتب بمدينة جازان.. أن ثورة المعلومات والاتصالات مهمة للغاية في إيصال الدعوة لعموم المسلمين باختلاف فئاتهم وطبقاتهم، وتنوع ثقافاتهم، وكذلك لغير المسلمين، وهذه امور مهمة للغاية وخصوصاً الإنترنت.
ويشير إلى أن المكاتب التعاونية في الوقت الراهن لديها قصور في هذه الجوانب لقلة الإمكانات المادية، والبشرية، وهذا امر مهم للغاية ينبغي التوجيه، والدعم به من وزارة الشئون الإسلامية.
التعاون والتطوعي
اما د. طلال بن احمد الزرقي المشرف العام على مكتب في الصناعية القديمة بالرياض، قال: حقيقة ثورة المعلومات التي نعيشها في هذا الزمان كبيرة جداً، وللاسف الشديد اننا نعيش في آخر مقطورة في هذه الثورة، وذلك بسبب تقاعسنا في أمور كثيرة لكن في الحقيقة يوجد بعض الاشخاص بأعيانهم بتوفيق من الله تعالى ومنته عليهم أصبحت لهم مشاركات قوية بالرغم من أن المسألة لا تتجاوز رقماً صغيراً في عالم كبير جداً كنقطة في بحر، لاننا كما نعلم أن ثورة المعلومات كبيرة وعارمة واقوى من أن تواجه، او تجار لانها حقيقة ضخمة وتحتاج إلى جهد كبير، وتخطيط بعيد المدى، وإيصال هذه المعلومات للجالية الإسلامية في الخارج ثم بتوفيق الله - عز وجل - من خلال مكاتب الدعوة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عن طريق الكتب، والمطبوعات، والاشرطة، وايضاً عن طريق الشبكات العنكبوتية «الإنترنت» والتواصل مع تلك الجهات، ومعرفتها ودعمها بما يستطيع.
ويؤكد د. الزرقي أن هناك الكثير من الهموم في هذا الأمر لكننا نحتاج إلى وقت وكون الإمكانات البشرية المؤهلة لذلك لا تأتي من فراغ لأن المكاتب التعاونية كما نعلم تعتمد على التبرعات، وعلى التعاون التطوعي، بينما الخبرات البشرية المؤهلة تحتاج إلى مبالغ ضخمة كمرتبات وإلى الكثير من التدريب والتفرغ، والمتابعة في المجلات العلمية لكي تواكب التطور السريع، ونحن نعلم اليوم أن هناك حاسبات في الأسواق بشرعة كذا ثم بعد اسبوع، او اقل يظهر حاسب آخر جديد في سرعته وفي إمكاناته، وهذا بالتأكيد لا يمكن متابعته والاستفادة منه إلا في ظل وجود اشخاص متخصصين ومتخصصين في هذا المجال ويكافؤون مالياً، والمكاتب التعاونية بامكاناتها الحالية لن تستطيع أن توفي بهذا الغرض إلا من خلال بعض المتطوعين، والمحسنين غير متفرغين، وقد تصاب الأشغال بالشلل لكون الاشخاص غير متفرغين.
|