البساطة
ما أحلى وما أجمل كلمة البساطة في كل شيء، فالبساطة تدل على تبسيط الأمور والمشكلات ومعالجتها بوضوح وسهولة، فالبساطة إذن تبسط وانبساط، فكل ما تحمله هذه الكلمة من مدلول نفسي واجتماعي وحسي «مادي» فهي تمدنا بقوة البصيرة والقناعة والتواضع والإجلال فلعل الحب والنزعة الصادقة الخالية من ضغوط الحياة تكسبنا نجاحاً قيادياً إذا توافرت فينا سلامة اليقين في النوايا والغايات فيصبح الوصول لقلوب الآخرين سهلاً بقدر تعاملنا مع البساطة وإعطائها حقها كما ينبغي.
فكم من كلمات بسيطة وجميلة في وصفها ومحتواها سلكت طريقاً وانسجمت انسجاماً مثمراً ومقنعاً ووضعت في محلها الصحيح أسقطت جماح الغضب والانفعال وجميع دواخل النفس الضعيفة وأسكنت وخففت من وطأة المصيبة والحزن وواست مريضاً في شدته وكربه وكم من كلمات شكر وثناء لطيف ذوبت فوارق وقرّبت وجمعت شملاً وأصلحت القريب والبعيد.
وكم من ابتسامة مشرفة أضاءت طريقاً مظلماً يصعب الوصول إليه حتى أيضا في تقديم الهدية للأصدقاء وتقبلها بينهم يعتبر ذلك إزاحة مطلقة لفتح علاقات أوثق وروابط قوية مهما تواضعت قيمتها المادية وتنجلي بذلك الحواجز بشكل أكبر، فطموح الإنسان لا يقف عند حد معين مهما كانت التجارب والخبرات التي يكتسبها في البداية بسيطة لهذا يخلق لديه مستقبلاً وفضيلة وافرة وانتقاء مضيئاً وأماناً وحصانة ضد أمراض العصر من توتر وقلق وشحن مرهق وصراع في الدوافع والتوجهات ليحسن أخيراً في اختيار ما قد يقع وما يجب ان يكون عليه وضعه ودوره ومكانته في المجتمع.
عبدالرحمن الدخيل/عنيزة
***
الأمنية
الأمنية ذلك الحلم الذي يرواد كل إنسان طموح فيسعى له بشتى الوسائل فيسلك طرقاً طويلة وشاقة وهو يحمل سلاح الأمنية وهو الأمل الذي يؤنسه في طريقه فيكون له وردة فواحة تنشر عبيرها كل يوم ..
تفرش له الطريق حباً وإصراراً لتحقيق أمنية فيمشي ذلك الإنسان وثغره باسم يقطع الورود من جانب الطريق كل سنة ويزرعها على شباك حجرته لكي يحصدها بعد أعوام وها هو على هذا الحال كل عام إلى أن وصل آخر الطريق ورأى جبلاً كله ورود متشابهة ما عدا وردة في قمة الجبل فتأكد ان هذه الوردة هي أمنيته هي الحلم الذي قطع الطريق من أجلها فتسلق الجبل بإصرار وتحد فوجدها أمنيته التي سعى لها منذ سنوات فنظر خلفه فرأى الطريق طويلاً وسمع من بعيد الورود.
من أجل عينيك
من أجل عينيكِ
جعلتكِ
في محارة قلبي
وعطرتكِ
ورسمتكِ
بفرشاة حبي
ومزجت
هذا كله في قلب
أمي
شهد الذكرى
***
نسيم صباحك
حبكِ قتلني..
أخذني من زمني.. أورثني ألمي
جدّد فيّ روحي وعاطفتي ..
هواكِ أحياني..
أعاد لي بسمتي وأشعرني بحبكِ
قتل شكّي وسوء ظني
ربيعكِ حياتي أزال عنّي بؤسي
فعليل مسائكِ دوائي وبلسمي
ونسيمُ صباحكِ نشوتي ونشاطي
* * *
أنتِ جرحي وشفائي
أنتِ قلقي وراحة بالي
حبكِ أضاء لي ظلمة (سنيني..)
حبكِ أعاد لي مهجة قلبي وسروري..
أحفرُ اسمكِ في جدار قلبي وشراييني
أنقش وجهكِ في (سنين) عمري وصفحات تاريخي
لا أجرؤ على نسيانكِ بل لا أستطيع..
لا أقدرُ على تجاهلكِ أو ترككِ
عبيد العصيمي
***
«شفاه ثائرة»
مطر.. يا لسرعة تلك الكلمة وحلاوتها.. حياة جديدة تبدأ مع بداية أول حبة مطر تتشربها وجنتاها.. لم تكن تشعر أنها على قيد الحياة إلا عندما يتزين جسدها بهذه اللآلئ الإلهية.. فلم تكن تفهم ولا تعرف إلا كلمة واحدة.. ترددها بكل لغات العالم «سبحان الله» فكانت تحلم وتحلم به.. كما لو تحلم بفارسها الذي تنتظره منذ زمن.. ترمق الأرض بنظرها.. كما لو كانت أماً تحنو على وليدها.. تتأمل ذلك العناق.. عناق من نوع آخر.. فتبدأ بالامتزاج الروحي مع هذا المنظر الخلاب.
وما تلبث ان تتذكر تلك الشفاه التي كان للحياة طعم آخر فيها!!
الغريب أنها لم تكن تحبذ الكلام معها.. لأن الكلام كان يخيفها.. وأكثر ما يخيفها هو الصمت.. باتت جميع اللغات تخيفها.. فتحاول أن تجد مبرراً لذلك الخوف!! فلا تجد سوى الخوف نفسه مبرراً.
تحاول ترتيب تلك الصورة.. أن تخفي ملامحها التي لم تعد تعرفها.. ولكن تغير كل شيء من حولها.. فلم تعد تحلم بالمطر ولم يعد يحزنها منظر الأرض بائسة.. ولم تعد تؤثر فيها رؤية تلك الشفاه المتشققة.. والسبب هو أن المطر بدأ ينهمر ولكن من غير السماء والأرض عانقت غيره .. وأصحاب تلك الشفاه قد رحلوا !! يبدو أن كل شيء غضبٌ جداً.
نعم هو كذلك .. ياه !! يا لقصر المسافة بين تلك التأملات والذكريات قبل أن تزرع جسدها ليتفجر بأزهى الألوان.. وأحلى الترانيم.. والتراقص هي الى اللارجعة.. تاركة خلفها الأهازيج والغضب..!