ان تحمل المسؤولية من الصفات الحميدة التي تدل على سمو الانسان وعلو همته، والمسؤولية أمانة في عنق الانسان سواء صغر حجمها أو كبر ويسأل عنها يوم القيامة {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا لا تّخٍونٍوا اللَّهّ وّالرَّسٍولّ وّتّخٍونٍوا أّمّانّاتٌكٍمً وّأّنتٍمً تّعًلّمٍونّ} ..وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الامانة اول ما يضيع من امور الدين فقال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة» وفي الحقيقة ان المسؤولية شأنها عظيم وتركها خطر جسيم، وهي بلاشك محور لحياة الانسان والمسلم على وجه الخصوص يتميز بذلك عن غيره فهو يحرص على القيام بمسؤوليته بدقة متناهية وبشكل رائع وجميل. والمسلم في هذه الحياة امامه مسؤوليتان وهما عينان في رأس واحدة المسؤولية الأولى: تبليغ هذا الدين والقيام بالدعوة الى الله عز وجل كما قال تعالى: {وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى اللَّهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ}. والرسول صلى الله عليه وسلم قال «بلغوا عني ولو آيه» والمسؤولية الثانية هي المحافظة على أمن وسلامة هذا الوطن الغالي علينا جميعا فالمواطن هو رجل الامن الاول وصدق والله الشاعر عندما قال:
وما المرء الا حيث يقضي حياته
لنفع بلاد قد تربى بخيرها
|
والمواطن المثالي هو الذي لديه غيرة على وطنه ويحرص على ممتلكاته وهذا واجب ديني ووطني وانساني.
ويقول احد العلماء بأن المسؤولية على ثلاث انواع مسؤولية تجاه الخالق ومسؤولية تجاه النفس ومسؤولية تجاه المجتمع وهذه المسؤوليات الثلاث تعمل في بوتقة واحدة هدفها اصلاح الفرد والمجتمع كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، والاحساس بالمسؤولية شيء جميل والأجمل من ذلك هو الاخلاص فيها والاحساس بها بدون شك نابع من ثقة الانسان في نفسه فهي تلعب دورا كبيرا في تحمل المسؤولية، وعندما يتهرب الانسان منها يصاب يعلل نفسية وصحية واجتماعية وبالتالي يصبح عالة على اهله ومجتمعه، والهروب من المسؤولية خطر محدق بالانسان ويجعل حياته بلا طعم ولا معنى فهي حياة جامدة وباردة خالية من المعاني الانسانية والقيم الاخلاقية ولكل شيء آفة وآفة المسؤولية عندما تسند الى غير اهلها تكون خطيرة على النفس وعلى الاسرة وعلى المجتمع وحين ذلك يكثر الخراب والدمار ولا حول ولا قوة الا بالله، تحتاج الى قطع جذورها وهذا هو مكمن الخطر. وحقيقة الانسان الناجح في حياته هو من يتحمل المسؤولية ويجعلها جسر عبور الى بوابة النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
وختاما النصيحة كالدواء اخذها سهل ولكن قبولها صعب واصدق من ذلك قوله تعالى: {إنً أٍرٌيدٍ إلاَّ الإصًلاحّ مّا اسًتّطّعًتٍ وّمّا تّوًفٌيقٌي إلاَّ بٌاللَّهٌ عّلّيًهٌ تّوّكَّلًتٍ وّإلّيًهٌ أٍنٌيبٍ}.
(*) الخرج
|