كان الشعور بالألم ومازال أحد الأسباب بل أكثرها إلحاحاً تدفع المريض لطلب المساعدة الطبية لتخفيف الألم والقضاء عليه، إن ألم الرأس والصداع على سبيل المثال تجربة مرة يعيشها الواحد منا مع كل عارض رشح أو أنفلونزا مما يستوجب استعمال الأدوية المسكنة للآلام لتخفيفهما.
أما آلام الأسنان فقد يبقى المريض ساهراً طوال الليل بسبب شدة الألم، وكذلك الحال في آلام المغص الكلوي الحاد الذي غالباً ما يحدث عند بزوغ الفجر وفي ساعات الصباح الباكر حيث يعاني المريض من ألم شديد ويشعر وكأن أحشاءه تتقطع .أما آلام المرارة (الغدة الصفراوية) فليست بأقل من الحالات السابقة، كما أن آلام الطمث والدورة الشهرية عند بعض النساء حالتان قد يتعذر مرورهما من غير تناول بعض المسكنات لتخفيف آلامهما، كما وتأتي آلام المفاصل والعضلات بشكليهما المزمن والحاد ليجعلا من تناول المسكنات حاجة يومية لا غنى عنها، لقد جاءت وسائل المواصلات بأشكالها وكثرة الحوادث التي لازمتها لتشكل مع حوادث السقوط والرضوض مجالاً آخر يستدعي تناول المسكنات بمختلف أنواعها، إن آلام الحزام الناري وآلام العصب الدماغي الخامس (التوأم الثلاثي) هما من الشدة التي تستوجب تسكينهما استعمال أقوى أنواع المسكنات وأكثرها فعالية، وكذلك فإن المداخلات الجراحية وما يصاحبها من آلام قبل أو بعد الجراحة والحروق بأنواعها قد لا تفوت من غير الاستعانة بأقوى المسكنات، أما مرض السرطان الذي يرافقه عادة آلام في غاية الشدة والقسوة يتطلب استخدام المسكنات المخدرة كالمورفين والبثدين أو غيرها من المسكنات ذات الكفاءة العالية، كل هذه الآلام دفعت الإنسان للبحث عن مسكن لها حيث وجد الكثير من المسكنات في النباتات البرية والمنزلية وفي بيئته التي يعيش فيها.
وأخيراً فقد ساهمت العلوم الصيدلانية في تصنيع المسكنات من مواد كيميائية مختلفة ووضعها بأصناف وأشكال صيدلانية مختلفة منها كالشرابات، الكبسولات، الأقراص، التحاميل وحقن للزرق العضلي والوريدي.
فما هي أنواع هذه المسكنات؟
يعتبر الأسبرين من أقدم المسكنات وأكثرها استعمالاً حتى يومنا هذا فهو مهبط للألم، مزيل للالتهاب وخافض جيد للحرارة كما وأنه مضاد لآلام الحمى الروماتيزمية، لقد كثر استعمال الأسبرين في الآونة الأخيرة كمميع للدم ومانع لتكون الجلطات كما قد يعطى لبعض الحوامل للوقاية من الإجهاض، أما الباراسيتامول فهو كثير الاستعمال كمسكن للآلام الخفيفة وخافض جيد للحرارة ويمتاز عن غيره من المسكنات بقلة آثاره الجانبية إلا إذا استخدم بجرعات عالية باستمرار لفترة طويلة جداً ولكنه غير فعال كمضاد للالتهاب.
- مضادات الالتهابات غير الستيرودية :
(Non - steroidal anti- inflammatory drug)
هناك أصناف عديدة وأشكال صيدلانية مختلفة من هذه المسكنات أهمها: إيبوبروفين، ديكلوفيناك صوديوم، نابروكسين صوديوم، حامض الميغيناميك، فينوبروفين، كتوبروفين، وأندوميثاسين، إن هذه المجموعة هي الأكثر شيوعاً واستعمالاً بين جميع مسكنات الآلام حيث تستعمل في الألم البسيط أو متوسط الشدة الذي يرافق الحالات التالية:
- الصداع.
- آلام الحيض.
- ألم الأسنان.
- آلام العضلات الهيكلية.
- التهاب المفاصل.
- التهاب المفاصل الرثوي.
- الالتهاب العضلي المفصلي.
- آلام الرثوي النقرشي.
- حالات عديدة من الالتهابات غير المفصلية.
إن الأدوية أعلاه يجب عدم استعمالها في حالات الحمل والإرضاع خاصة في الفترة الأخيرة من الحمل وبعضها يجوز استخدامه للموضعات إذا كان ذلك ضرورياً وكذلك للأشخاص الذين يعانون من تحسس الأسبرين أو أحد مشتقات مضادات الالتهاب غير الستيرودية، النزف الهضمي الفعال والربو القصبي، تشمل الأعراض الجانبية التي قد ترافق استعمال هذه المسكنات الغثيان، آلام البطن، عسر الهضم، الإسهال، انحباس السوائل وارتفاع ضغط الدم وتقليل كفاءة عمل الكلية، ولذلك ينصح بعدم استخدامها من قبل مرضى الكلى وارتفاع ضغط الدم وفشل العضلة القلبية إلا عند الضرورة ولفترة قصيرة.
المسكنات المخدرة:
وتشتمل على المورفين، الكوديين، الميثادون، الميبريدن، البثيدين والفنتانيل، تستعمل هذه الأصناف لتسكين الآلام الشديدة خاصة تلك التي تلي العمليات الجراحية ولمرضى السرطان وخاصة في المراحل النهائية، وتستعمل بحذر شديد وتحت إشراف طبي مباشر نظراً لسميتها الشديدة واحتمالية التعلق والإدمان في حال الإفراط بتعاطيها، إن أهم الأعراض الجانبية تشمل تثبيط مركز التنفس في الدماغ واحتباس البول خاصة لدى المرضى كبار السن.
* صيدلانية بمستشفى الحمادي بالرياض - حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم الصيدلية
من جامعة الملك سعود بالرياض
|