لقد فجعت كما فجع الكثيرون غيري بوفاة الشيخ فهد العويضة رجل الأعمال المعروف، ولعلي لا أخفيكم سراً حينما أقول بأن فجيعتي في وفاته كانت شديدة وأكثر إيلاماً ووجعاً من الآخرين ذلك لأني عملت مع الفقيد - رحمه الله - قرابة الأحد عشر عاماً عرفته خلالها عن كثب وزاد تقديري وإعجابي به واحترامي لشخصه بعد تعاملي معه، فنعم الرجل هو بدماثة أخلاقه وبتواضعه وبشاشته واحترامه للجميع، بل إنه كان يعتبر العاملين معه كإخوته أو أبنائه يحترمهم ويقدرهم ويعطيهم حقوقهم مادياً ومعنوياً ولم تغير المادة وزيادة الثروة وكثرة الأعمال من شخصيته، بل استمر محباً للجميع ومحبوباً من الجميع يتعامل مع الكل برفق ولين وتسامح كما أنه كان كريماً وسخياً وينفق - رحمه الله - في أوجه الخير ويساعد المحتاجين والفقراء ويريد بذلك كله وجه الله ولم يكن يحرص على إشهار وإعلان ذلك رغبة في الأجر من المولى عز وجل، وموت رجل مثل هذا الرجل يعتبر مصيبة ولكن هذه إرادة الله. وهذا قضاؤه ولا راد لمشيئته وقدره. وعزاؤنا فيه تلك الأعمال الخيرية كما أن عزاءنا فيه تلك الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة على الفقيد ووارت جثمانه الثرى وهذه هي الدلالة الحقيقية على ما يتمتع به من حب وتقدير من الجميع، فالناس شهود الله في الأرض.. اسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله من وراء القصد..
|