دأبت المصالح الحكومية والشركات العامة بل والمؤسسات الخاصة على اقامة حفلات سنوية أو دورية لتكريم العاملين الذين أمضوا سنوات طويلة في العمل وهي ظاهرة اجتماعية طيبة فحسن العهد من الايمان والوفاء من الأخلاق الطيبة والصفات الجميلة التي ينبغي أن تغرس في المجتمع وتنمى.
وكلما كان هؤلاء المكرمون أنفع للمجتمع وأكثر تأثيراً من غيرهم تأكد التكريم وتعين الوفاء.
ولا أظن أحداً يخالف في عظم دور إمام المسجد وكرامة وظيفته التي هي وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه حتى لقاء ربه، ومن ثم فإذا كنا نفرح بأخبار التكريم التي نسمعها بين الحين والآخر ونرى أنها من مظاهر وفاء المجتمع وترابطه فإنه يسوؤنا أنه لم يطرق أسماعنا قط تكريم هذه الفئة من مشايخنا وآبائنا الكرام من المربين والوعاظ الذين لازموا محاريب المساجد عشرات السنين وتقدموا المسلمين هذه العقود الطويلة دون انتظار تكريم أو طلب أجر!! أفلا يستحق هؤلاء بعد ذلك كله التقديم والتكريم.
أثار هذه المشاعر وحرك العواطف الكامنة كتاب قيم قرأته للدكتور عبد الله بن محمد الرميان الأستاذ بجامعة أم القرى تحدث فيه عن بيوت الله وأئمتها في بقعة من بلادنا المباركة كنموذج لغيرها من مدن بلادنا سلط فيه الضوء على هذه الفئة المنسية عندما تحدث عن تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها واستوقفني فصل عقده في نهاية الكتاب ذكر فيه بعض حصاد الدراسة قارن فيه بين أئمة الأمس وأئمة اليوم وذكر بعض الأئمة الذين جاوزوا خمسين سنة في الإمامة وكان عددهم خمسة في بريدة وحدها بل ذكر أن أحد هؤلاء الأئمة يؤم في محراب مسجده الذي يصلي فيه حتى تاريخ هذا المقال منذ أكثر من ثلاث وستين سنة وهو الشيخ عبد الكريم الفدا حفيد الشيخ الزاهد عبد الله بن فدا رحمه الله فهو يؤم في هذا المسجد من سنة 1360هـ حيث عينه الشيخ عمر بن سليم رحمه الله قاضي بريدة في زمنه المتوفى سنة 1362 هـ.
فعجبت من الغفلة عن تكريم هؤلاء والصمت المطبق عن خدماتهم الجليلة المتعلقة بأشرف الأماكن وأطهر البقاع.
نتمنى أن نسمع من وزارة الشؤون الإسلامية ما يثلج الصدر ويبهج النفس من الوفاء مع هذه الفئة الذين قضوا أعمارهم في بيوت الله.
| 
