Thursday 7th august,2003 11270العدد الخميس 9 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خطوات إلى الأمام خطوات إلى الأمام
عبدالرحمن حمد المضيّان

تشكل التخصصات الدراسية لما بعد المرحلة الثانوية هاجساً يؤرق العديد من الطلاب، بل يؤثر على معدلات الخبرات الوطنية والكفاءات المواكبة لمتطلبات سوق العمل.
ولدي وجهة نظر خاصة حول ضرورة أن يتناسب قبول الطلاب في الكليات الجامعية مع رغباتهم الشخصية واستعداداتهم النفسية، وبما يواكب النقلة التقنية ومصلحة الوطن، لأن تحويل الطالب عن رغبته الشخصية يفقده الأمل، ويحبط تطلعاته، ويقلل من قدراته.. ولا شك ان ذلك ينعكس في الثمرة المرجوة، وربما يتصادم مع واقع سوق العمل، ويؤدي الى تكدس الوظائف، وتحميل السلك الوظيفي اكثر من طاقته.
فالمبدع لا يعطي بالقدر المطلوب، إذا كان يعمل دون رغبته، لكنه سيعطي بسخاء حينما يوفق في المجالات التي رسمها لنفسه، ودون شك ان القائمين على مسيرة العلم والتقدم، والحريصين على مستقبل شبابنا الذي هو مستقبل لهذا البلد الغالي يدركون تلك المصالح، ويريدون الخير للوطن ولشبابه في ظل التوجيهات السديدة لحكومتنا الرشيدة، ويمكن ان نطمع لشبابنا وكوادرنا الوطنية بعطاءات دفاقة، وانتاجيات مبشرة إذا ساروا وفق رغباتهم، وفي مجال تخصصاتهم، واتجاهاتهم الابداعية، والتي أثبتوها من خلال بعثاتهم الدراسية خارج المملكة وداخلها.
والكثيرون يدركون كم كان طلابنا متفوقين في دراستهم الخارجية، مما يدل على طموحاتهم العالية وتشريفهم لوطنهم ولحكومتهم.. ولكي ندفعهم الى المزيد من التفوق والابداع والنجاحات، آمل ان تتاح للطلاب حرية اختيار الكلية التي يرغبونها ويعتقدون انها تناسب قدراتهم، وأنهم سيحققون فيها النجاح المأمول، ويراعى في ذلك القدرات، والاتجاهات والاستعدادات النفسية والذاتية، والفرص التنافسية اضافة الى تطابق ذلك مع ضرورات سوق العمل، والعصر الذي نعيش فيه، على أن تكون الرغبة هي الاساس، وستكشف الايام كم لدينا من الطلاب المبرزين القادرين على الابداع، إذا ما اقتربوا من مجال تخصصاتهم ورغباتهم، والمجالات التي يستطيعون تقديم العطاء السخي من خلالها.. ولا ننسى المثل الشعبي (المهتوي يقطع المستوي).
أما إذا تم قبول الطلاب بخلاف رغباتهم، فستتكون لدينا الوظائف والخبرات في مجالات معينة، وتنعدم الابداعات والكفاءات في مجالات أخرى، ونظل نستعين بالآخرين كما كنا من قبل، بعد أن قطعنا شوطا بعيدا في هذا المضمار (مضمار السعودة).
واستكمالاً للجهود الغالية، الهادفة الى الغايات النبيلة لرفعة هذا الوطن نأمل ان يجد هذا الاقتراح الأذن الصاغية ويلقى من ذوي الرأي والاختصاص العناية المطلوبة لما فيه مصلحة المجتمع والوطن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved