أكاذيب غربية بأصوات عربية

تسعد دوائر اليمين المحافظ المتطرف في الولايات المتحدة، الذي دأب على تدبيج الاتهامات الكاذبة ضد المملكة، تسعد هذه الدوائر بمن يردد أكاذيبها وتحتفي أيما احتفاء إذا كان من يفعل ذلك من المنطقة العربية وأحد زعاماتها.
وفي الوقت الذي تجهد فيه المملكة للرد على تلك الافتراءات يأتي معمر القذافي ليتحدث عما أسماه «المذهب الوهابي» ليحمله مسؤولية ظهور تنظيم القاعدة وليتهم المملكة بالتشدد..
فقد استغرق القذافي في تحليل مطول عن الإرهاب والوضع الدولي ليجد نفسه في ذات المربع الذي تتعالى فيه أصوات الجماعات اليمينية والمتطرفة الصهيونية الدولية ضد المملكة.
إن تبني أفكار هؤلاء ومساعدتهم في الترويج لها يعني وقوع بعض العرب في مصيدة الإعلام الغربي الذي يستهدف حشر العرب والمسلمين في زاوية ضيقة ليصمهم بكل الاتهامات بما فيها الارهاب..
هذا الاستسلام المريع للآلة الإعلامية الغربية تعكس خطورة ما يجري، حتى أن زعيماً عربياً هو الذي يردد ذات الأكاذيب عن دولة عربية وبما يخدم التوجهات الصهيونية.
فالقذافي يتحدث عما أسماه «المذهب الوهابي» وهو بذلك يتجنى على عالمنا الجليل الذي وطد نفسه على تخليص العقيدة من الشوائب ولم يدع لنفسه تبني هذا المذهب أو ذاك، غير أن الأمر ينم عن قصور في الإدراك والتناول وعدم توفيق في التعامل السليم مع الوقائع..
ولن ينال كلام القذافي وكل ذلك الضجيج في الغرب من مكانة المملكة، فقد واكبت حملات التشكيك انطلاقة هذا الكيان وهو يخوض واحدة من أبرز ملاحم التوحيد واكتملت وحدة المملكة ليقف العالم على تجربة سياسية فذة تضافرت فيها خلاصة علم وتجربة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع العمل المتميز لآل سعود لإقامة هذا الصرح الشامخ.
ولم تكن الأمور تجري على غرار التنظيمات التآمرية المغلقة والمتوجسة كما هو تنظيم القاعدة، وإنما كانت دعوة التوحيد تنطلق في كل صوب بكل الوضوح وبعنفوان قوي حيث استطاعت أن توائم بين أجزاء هذا الكيان بطريقة جعلت رصيد تلك الجماعة الصغيرة الجسورة التي قادها الملك عبدالعزيز، يتعاظم لتقتنع الجموع بصوابية التجربة ونجاعتها.
إنها دولة إسلامية كاملة الأهلية وليست عصابة من شذاذ الآفاق تروع الآمنين وتتسلل عبر الحدود لتضرب هنا وهناك..