* الرياض عبدالله العماري:
ذكر الدكتور علي محمد النجعي وكيل وزارة الإعلام سابقا أن اعلان سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تأطير الحوار الوطني ليكون منبر تعبير وقناة تواصل وتوصيل بين المواطنين أنفسهم وبين المواطنين والمسؤولين في هذه الدولة: دولة الحوارات الوطنية والمجالس المفتوحة.. انما هو استمرار وتأكيد من حكام هذه البلاد رعاهم الله وادام عزهم بأهمية الحوار الوطني وفعالية دوره في تحديد مسارات المجتمعات الحديثة وتقوية روح المواطنة والانتماء بين افراد هذه المجتمعات.. وعلاوة على ان الحوار الوطني هو احد المبادىء الاسلامية التي هي المحور الأساس للحكم في هذه البلاد.. إلا أن الدولة ممثلة بمؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه كانت قد اتخذت من هذا المبدأ شرعة ومنهاجاً.. انظر الى هذا البيان الذي كان جلالة الملك عبدالعزيز قد أصدره في بداية تكوين هذه الدولة: من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود إلى شعب الجزيرة العربية.. على كل فرد من رعيتنا يحس ان ظلما وقع عليه أن يتقدم إلينا بالشكوى، وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق او البريد المجاني على نفقتنا وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يستقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد اولادي أو أحفادي أو أهل بيتي.. وليعلم كل موظف يحاول ان يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه، مهما تكن قيمتها، او حاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها اننا سنوقع العقاب عليه.
وأضاف النجعي:
ولا أجدني محتاجاً إلى التعليق على أي مفردة من مفردات هذا «البيان» لما له من الوضوح وقوة التعبير، ولكنني اريد ان اشير الى أن «البرق» و«البريد المجاني» هما وسيلتا الوصول والتواصل «الأكثر سرعة» بين المواطنين وديوان جلالة الملك في تلك الفترة، حينما كان لا مواصلات ولا اتصالات الا المطايا وظهور الدواب مما يستغرق أياما بل اسابيع للوصول بالشكوى إلى ديوان جلالة الملك. وقال: وإلى جانب تواصل جلالة الملك عبدالعزيز مع المواطنين عن طريق البرق أو البريد المجاني، نقلت لنا العديد من كتب التاريخ ما كان يقوم به الملك من زيارات ولقاءات لأفراد الشعب السعودي على مختلف فئاتهم وتعدد مناطقهم، هذا علاوة على اللقاءات ومجالس «الديوان» المفتوحة، والتي أصبحت تقليداً وطنياً سار عليه ابناؤه: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله، وهي عليه اليوم كما كانت عليه بالأمس، في عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود حفظه الله وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله.
وأضاف: واذا كان الحوار الوطني هو مبدأ من المبادئ الاسلامية التي تسير عليها هذه الدولة وهو تقليد تاريخي لحكامها البررة فإننا لا نستطيع ان ننظر إلى هذا الاعلان المشار اليه إلا من حيث كونه تأطيرا جديدا لأهداف يجب وضعها وسياسات يجب إيضاحها لتكون هي الاطار وهي المرجعية لما يستقبل من بحوث أو مواضيع تطرح للنقاش ويراد منها تأصيل الفكر السعودي وتنمية الوحدة الوطنية وعلاج أي سلبيات أو أشياء تحتاج الى بحث أو تداول للرأي.. إننا نعلم أن الحوار مطلوب ومرغوب ولكننا نعلم أيضا أن للحوار أصوله ومصداقيته وثوابته الوطنية التي لا يمكن ان تخرج ولو قيد أنملة عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ومبادئه السمحة.
|