* بيروت - محمد الشامي:
شهد جنوب لبنان في الساعات الأخيرة تحركات عسكرية اسرائيلية، لم يشهد مثيلا لها منذ اشهر عدة، ونفذت قوات الاحتلال صباح امس مناورة بالذخيرة الحية شاركت فيها قوات مدرعة ومدفعية ثقيلة داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وتأتي هذه التحركات الاسرائيلية المفاجئة بعد تفجير سيارة مفخخة بأحد ناشطي حزب الله ويدعى علي صالح في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، حيث اتهم مسؤولون كبار في الحزب اسرائيل بتدبير عملية الاغتيال.
وقد عززت قوات الاحتلال الاسرائيلية نقطة للمراقبة على الحدود مع لبنان قرب بوابة فاطمة في مواجهة بلدة كفر كلا بقوات اضافية من الجنود وناقلات الجند وسيارات عسكرية من نوع هامر. وفي تزامن مع هذه التعزيزات سجل تحليق كثيف للمروحيات الاسرائيلية وطائرات الاستطلاع من دون طيار فوق مزارع شبعا المحتلة.
وتخشى اسرائيل من رد فعل انتقامي ينفذه رجال حزب الله ردا على اغتيال احد ناشطيه الذي ذكرت بعض الانباء المتداولة في الأوساط الحزبية اللبنانية انه مسؤول امني تولى مسؤوليات عدة في الحزب.
وربطت اوساط امنية لبنانية تكثيف الحشود الاسرائيلية في جنوب لبنان بتهديدات كان اطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بأسر المزيد من الاسرائيليين لارغام الحكومة الاسرائيلية على الموافقة على شروط الحزب لاتمام عملية تبادل الاسرى. ويحتفظ حزب الله بثلاثة جنود وضابط رفيع في الاستخبارات الاسرائيلية «الموساد»، وقد فشلت محاولات وسطاء اوروبيين وخصوصا الالمان حتى الآن في التوصل الى صفقة لتبادل الاسرائيليين الاربعة مع معتقلين فلسطينيين وعرب في السجون الاسرائيلية.
وقد طلب امين عام حزب الله في الاسبوع الماضي من الوسطاء الألمان التحرك مجددا لتحريك ملف التبادل. وافادت مصادر مطلعة، ان الحكومة الالمانية تجري اتصالات تمهيدية مع الحكومة الاسرائيلية لاستكشاف امكانية تجديد دور الوسيط بناء على دعوة السيد حسن نصر الله. واوضحت المصادر التي ابلغت الى بعض السياسيين في العاصمة اللبنانية ان الرد الاسرائيلي لم يكن مشجعا وقد ابلغ الالمان بأن اسرائيل تسعى جاهدة لابعاد حزب الله عن صراعها مع الفلسطينيين وموافقتها على اطلاق الأسرى الفلسطينيين في عملية مبادلة، خصوصا وان مفاوضات معقدة تجري مع السلطة الفلسطينية وحكومة اسرائيل لاطلاق معتقلين فلسطينيين وفق ما نصت عليه خارطة الطريق بين الجانبين.
واكدت مصادر امنية ل«الجزيرة» ان جنوب لبنان قد يشهد تطورات على خلفية اغتيال علي حسن صالح وتهديد حزب الله بأسر اسرائيليين والتحرشات الاسرائيلية بالمدنيين في القرى المتاخمة «للخط الأزرق»، الذي رسمته الأمم المتحدة بعد اجبار حزب الله القوات الاسرائيلية على الانسحاب من لبنان في ايار عام 2000م.
وبعد ظهر امس اطلقت قذائف عدة على مواقع احتلال اسرائيلية في مزارع شبعا مستهدفة آليات في محيط بركة النقار داخل المزارع.
|