كثير من الناس يعيشون في هذا العالم مسلوبي الإرادة غير قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم اعتادوا على السير وراء غيرهم في الصواب والخطأ، في الخير والشر، ولهذا السلوك عدة أسباب أهمها التربية الخاطئة من قبل الآباء والأمهات، حيث يعتقد البعض أن توفير كل شيء لأبنائهم دون أخذ رأيهم يعطيهم إحساساً بالسعادة ويستمرون في رسم مستقبل أبنائهم أيضاً بدون الرجوع إليهم مما يفقدهم الثقة بالنفس وبذلك ينشأ جيل بلا هوية أو عنوان.
المشكلة لا تنتهي عند هذا الحد بل هي تبدأ اعتباراً من خروجهم من بيوتهم واختلاطهم بالآخرين فهم بدون إرادة أو رأي أو استقلالية فيتحكم بهم القريب والبعيد فهم يحبون ويكرهون من أجل غيرهم، ليس لهم مبدأ أو هدف معين، أقوالهم وأفعالهم متناقضة لأنهم مستعمرون من الداخل، وليست هذه المشكلة خاصة بهؤلاء الأبناء فقط ولكنها تؤثر على المجتمع ككل وذلك بأن تجعل المجتمع مجتمعاً انهزامياً لا يستطيع أن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
فهل نستطيع بعد مشيئة الله أن نجعل من أنفسنا وأبنائنا أحراراً فيما نقوله أو نفعله في حدود ما هو مشروع دون تأثير الآخرين علينا، وهل نستطيع مساعدة من يعانون من هذه المشكلة على إعلان حريتهم واستقلالهم عن الآخرين.
طالما أن التوجه في ذلك هو لتحقيق الخير وبما يتناغم مع المصلحة العامة.
|