* كتب - ناصر العريج:
حوطة سدير: تقع في شمال العاصمة الرياض وتبعد عنها بمسافة 140 كم وهي مدينة من مدن سدير الكبرى بفضل الله وتوفيقه وصلتها يد النماء والعطاء من حكومتنا الرشيدة حتى أصبحت مترامية الاطراف متعددة الاحياء والضواحي ذات نمو سكاني وعمراني مستمر بها الدوائر الحكومية والمدارس والمؤسسات الأهلية التي تخدمها وتخدم العشرات من شقيقاتها مدن وبلدان وقرى سدير ذلك الاقليم الغالي في مملكتنا الحبيبة.. الحوطة قديماً: قال ياقوت الحموي الحائط من نواحي اليمامة.. به كان سوق الفقي ذكر ذلك الحفصي وقال الهمداني ثم تصعد في بطن الفقي - الفقي وادي سدير المعروف - فترد الحائط حائط بني العنبر وهي قرية عظيمة بها سوق.. انتهى.
وانا هنا لست متحدثاً عن حوطة سدير تعريفاً شاملاً والا ضاق المجال واحتجت الصفحات في حلقات ولكن هنا اتحدث عن الشعر في حوطة سدير نقلاً عن كتاب حوطة سدير للشيخ الاديب المؤرخ عبدالله بن عبدالكريم المعجل الناصري التميمي رحمه الله.
فحوطة سدير انجبت منذ قرون تاريخها الكثير من الشعراء في الفصيح والعامي ولعلي هنا اتكلم عن الشعر العامي وهو مجال هذه الصفحة الشعبية الجميلة بجمال أمها الصحيفة الغراء «الجزيرة» وبجمال معدها الشاعر نظماً ومحاورة ابو حمد الحميدي الحربي وفقه الله وبجمال عاشقي الشعر و «الجزيرة» قرائها الاحبة، فقد انجبت الحوطة - حوطة سدير - الراوي المؤرخ المعروف الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن يحيى من بني زيد من قحطان المولود 1331ه رحمه الله فهو من رواة الشعر الموثوق بنقلهم ومن قدماء جماع الشعر والاب العامي بالاخص اضافة إلى عنايته بتاريخ نجد.. واما من الشعر والشعراء فقد اكتفيت بذكر نماذج مختصرة بحدود ما يتسع أولاً لي صدر القارئ الكريم ومحرر الصفحة الحبيب ومساحة الصفحة ولو أني تطرقت لشعراء حوطة سدير جميعهم فسوف تكل يدي من ذكر اسمائهم لا من اشعارهم حيث انجبت حوطة سدير الكثير من الشعراء ومازالت تنجب من شبابها الذين عشقوا هذا المجال وأبدعوا فيه وأبدأ هنا بأنموذج مختصر لقصيدة عرفت ب «عينية ابن مانع» من كتاب حوطة سدير للشيخ المعجل وقد ذكر انها قبيلة في اوائل القرن الثاني عشر الهجري بعد وقت وجيز من احداث حصلت في «القارة- التاريخ الذي يحكي مئات السنين لحوطة سدير» وهي قصيدة سعود بن مانع التميمي ومنها:
دع الهون للهزلا شعاف المطامع
وشم للعلا بالمرهفات اللوامع
وصادم مهمات المعالي فربما
تنال العلا فالعز للذل قامع
محا الله من لايورد النفس للعلا
مواريد خطرات صعاب المشاسع
ومن يتقي الاخطار خوف من البلا
فهو لازم لابد من ماه جارع
ومنها قوله:
رحلنا من وادي سدير على النقا
نحث النضامن نازح البعد شاسع
مع لابة تحمى العلا عمروية
مطلوبنا العليا ببيغي القواطع
والقصيدة طويلة فلربما يكون المجال أوسع في يوم لاحق باذن الله لنشرها كاملة ان امكن ذلك.
ومن شعراء حوطة سدير إبراهيم بن زيد المزيد المتوفى عن عمر ناهز المائة عام وعدد من السنوات رحمه الله وكافة موتى المسلمين أجمعين شاعر جزل الابيات قوي المعنى.
من قصيدة من بحر الهزج قالها سنة 1380هـ وهو في سفره للكويت والعراق ومصر:
غريب الدار لا تبحث كنينه
على ما فيه جعل الله يعينه
على ما فيه خلوه متدامل
يكفيكم عن ابحاثه ونينه
اقول ان الفتى يمشي مدبر
ولاله غير ما كتب بجبينه
وللمزيد من هذه الابيات من قصيده قال:
لقيت الناس ما منهم سلامة
لزوم يلحقك منهم ملامة
ولا تحسب حلالك لو تبيده
يبي يحماك عند هرج الغدامة
بذرت الجود في من لا جزاني
سوى ذم إلى هبت ولامة
وللقصيدة بقية وللشاعر الكثير من القصائد في مجالات عدة.
ومن شعراء حوطة سدير إبراهيم بن عثمان الطليحان من آل شقير من بني العنبر قال عندما حصل له كسر في قدمه وقام عنه بشؤون الفلاحة ابناء اخته ناصر وعثمان ومحمد العبدالله الزكري:
في مضجعي تسعين يوم تمام
وانا اطلب الله كاسر العظم يبريه
اصبر كما يصبر طيب العظام
شيال كور والدبر ملهد فيه
احب أنا ناصر جوابه تمام
خالي على خشر وأنا كان أبا اكفيه
ما هو كاذب صادق بالكلام
مار الكرم والطيب ماهوب مدعيه
لا نوخوا عنده رجال حشام
يقدم الفنجال تحمس قهاويه
وللقصيدة بقية ومن شعراء حوطة سدير محمد بن عبدالعزيز المعجل المتوفي سنة 1368هـ رحمه الله قال هذه القصيدة يعتذر من الأمير عبدالله بن جلوي
رحمه الله منها هذه الابيات:
يا شيخ يااللي للمهمات حلال
اشكي عليك الحال من كل حالي
باح العزا والسد من ضيقه البال
من لوع ميلات الدهر والليالي
حطيت نفسي بين شامت وعذال
واللي مدبرني عزيز الجلال
ترى العجب للي ضعيف وحمال
وياخذ على الذمة حلال الرجال
ويضربه درب المهالك والانكال
وراه ما يطلق عليه الهبال
إلى أن قال في آخر قصيدته:
والناس في هالوقت مع راعي المال
من قل ماله رخص لو كان غالي
والله ما يعزم على شرب فنجال
ولا يتلفت فيه القريب الموالي
ولا ذكرت إلا أنت ياذرب الافعال
أنت العوض في مقدمات الليالي
وصلاة ربي عد ما وادي سال
على النبي عدة هبوب الشمال
ومن أسرة االمعجل شعراء منهم على سبيل المثال لا الحصر حمد عبدالله المعجل وأخوه إبراهيم وعبدالعزيز المحمد المعجل ومؤلف كتاب حوطة بني سدير عبدالله عبدالكريم االمعجل وسلطان المعجل راعي الفشخا المعروف في المجمعة رحمهم الله ومنهم من هو على قيد الحياة شاعر الحوطة والمناسبات الشاعر الجزل عبدالرحمن سلطان المعجل وغيره من الشباب الكثير مثل الشاب فهد الحمد العبدالله المعجل وأخوه إبراهيم وفهد العبدالله الفهد ومحمد العبدالله العبدالرحمن وغيرهم.
ومن شعراء حوطة سدير حمد عبدالله المنيف وله من قصيدة هذه الابيات:
يا نديبي فوق مبسوط الكلايف
سر عليه وسيره بالك توني
واضرب الدرب السنع وخذ الوصايف
لين ملهم لك قصوره يظهرن
ثم وقف ساعة والكيف كايف
عند عبدالله ورد العلم منى
قل لغاني منك قيفان طرايف
هيضن ما في ضميري مستكن
ومن شعراء الحوطة عبدالله عبدالرحمن المنقور المتوفى سنة 1404هـ رحمه الله ومن أسرة المنقور الشاعر ذو القلم السيال في شعر النصح والحكم والالغاز «الغطو» صالح عبدالعزيز المنقور وهو شاعر معاصر وله هذه الابيات من قصيدة له:
سر يا قلم أوصيك عن كل تقصير
اكتب بيوت مثل نقد الريال
خلك بصير وسطر السطر تسطير
واكتب على ما آمرك به لا تبالي
كلام احلى من حليب المباكير
في روضة نوارها كالزوالي
تضم خلفات وفيها معاشير
ترعى زماليق اليهق بالسهال
ولقصيدة صالح المنقور بقية وللمنقور قصائد سخية وفي حوطة سدير شعر جزيل وشعراء جزلين وهي في ذلك مثلها مثل شقيقاتها بلدان سدير وكافة بلدان مملكتنا الحبيبة ولقد تيسر لي اختيار هذه القطرات القليلة من بحور شعراء ضمهم في كتابه كما قلت الشيخ الاديب عبدالله عبدالكريم المعجل يرحمه الله في كتابه حوطة سدير الصادر عن سلسلة هذه بلادنا عام 1411هـ وهذه السلسلة الجميلة صادرة برعاية من مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب.