* جازان - سميرة عبدالله:
لم يشرع الحجاب للمرأة إلا لحكمة ربانية أدركها البعض وغفل أو تغافل عنها البعض الآخر، وتعددت سبل تنويع الحجاب وصولاً إلى الخروج به عن إطار ما حدده الشرع أو التهاون به وبمشروعيته، فابتكرت أصناف من العبايات وألوان من أغطية الرأس تعمد مبتكروها لزخرفتها وتزيينها لجذب الانتباه لها ولمن تلبسها وكسباً لمزيد من المادة على حساب الذمم وتعاليم الشرع.. هنا نتحدث إلى مجموعة من الفتيات حول هذا الموضوع ومن ثم نستطلع رأي إحدى المحاضرات في الشريعة الإسلامية..
وجهات نظر
تقول مريم إبراهيم ان العباءة أصبحت موضة لافتة للأنظار فخلاف التطريز بالخيوط الملونة، فقد أضيفت إليها الخرز والإكسسوارات والجميع يعلم أن العباءة للستر، فكيف عندما تكون عليها أشكال بارزة فهي تجبر الشباب على التمعن فيها فيجب على الفتيات أن يأخذن الحذر من ذلك.
ولا ترى يسرا ياسين مانعاً من لبس العباء على الكتف إذا كانت الفتاة صائنة لنفسها محترمة ذاتها وتصنع لنفسها التقدير فتجبر غيرها على احترامها وهي بذلك تبعد الأنظار عنها وأما إذا كانت مغلفة بالعباءة وهي لا تصون نفسها فلا تنفع هذه العباءة التي تغطيها.
وتتحدث عبير حسن قائلة: إننا في زمن كثرت فيه الإغراءات والخيارات كثيرة بالنسبة لي وأرى أن لبس مثل هذه العباءة وارتداء هذا الحجاب منافٍ للحجاب الشرعي الذي أمرنا بلبسه فهو لا يتوافر فيه أي شرط من شروط الحجاب الشرعي، كما أنه تشبه صريح بزي الرجال (البشت) وهذا أمر منهي عنه.
وتقول بسمة حمدي إن هذا الحجاب أصبح موضة العصر ولم تعد أي فتاة ترتدي الحجاب من فوق الرأس خصوصاً من هم في مثل سني فنحن مهما يكن ملتزمات بالنسبة لبعض الفتيات في بعض المناطق في المملكة فبعضهن يلبسن العباءة واللثام ولا يغطين وجوههن أما نحن فنكون بالنسبة لهن محتشمات..
رأي شرعي
ومن حكم الحجاب إصلاح الظاهر بما يتناسب وما قصد إليه الشارع، من ذلك إن المرأة المتبرجة التي تبرز محاسنها امرأة متمردة على ما فطرها الله عليه من الحشمة والوقار المتأصلة في النفس بمقتضى الإيمان الذي فطر الله تعالى المخلوقات عليه الذي يدعو إلى تملك الفضائل ونبذ الرذائل وهي مع ذلك تعطي إيماءة واضحة على فساد باطنها، إذا ما يمكن أن تتصور تلك النفس التي تستمرئ إظهار مفاتن الجسد؟
إن ذلك يومئ إلى حيوانية في التصور ويكشف عن هبوط في السلوك ويغري أصحاب النفوس المريضة ويدفعهم إلى الركض وراء المتهتكات وهي مع ذلك تشير بتبرجها إلى تبعاتها لبيوت الأزياء الغربية وخضوعها لمؤثرات الاستعمار الفكري بحيث باتت واحدة من ضحاياه وما أشد إفلاس الأمة حين تصبح مربيات الأجيال وصانعات الرجال دمى تحركها العقلية الغربية عن طريق بيوت الازياء والحجاب يتناسب مع طبيعة المرأة في الإيمان والحياء لأن حالها مبني على الستر والحجاب وهو يهدف إلى وقاية المرأة والمحافظة على المجتمع والحرص على أخلاق الأمة.
| 
