Wednesday 6th august,2003 11269العدد الاربعاء 8 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنها جريمة شنعاء إنها جريمة شنعاء
عبدالعزيز بن ناصر البراك / وزارة التربية والتعليم - التخطيط المدرسي

الأمن تلك الكلمة الجميلة في بنائها والكبيرة في محتواها والمتحقق واقع ملموس في ربوع المملكة يعيشه الجميع منذ وحدت هذه البلاد الشامخة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين «رحمهم الله» من أبناء هذه البلاد وسار من بعده أبناؤه البررة حتى عاش الجميع في بحبوحة من العيش والأمن الوارف وأخذ المواطنون يتسابقون للبناء في مجالات الحياة حتى أصبحت مشاريع التنمية ظاهرة للعيان و منارات للهدى كالحرمين الشريفين.
وعندما يقوم شرذمة منحرفة فكرياً وعقدياً ولأول مرة بالانتحار وتدمير المباني وإزهاق الأرواح البريئة بدون حق وذلك من خلال التفجيرات في العاصمة الحبيبة يوم الاثنين المؤلم.
أقول إن هذا التصرف مرفوض من ذوي العقول السليمة لأنه يحدث ثقباً في سفينة المجتمع الآمن والذي نحن في أشد الحاجة إلى حمايته من التيارات العاتية من قبل المغرضين والحاقدين على هذه البلاد حسداً لما حصلت عليه من مكتسبات حضارية حتى أصبحت نموذجاً للدولة الإسلامية.
ولقد كان الآباء وبعدهم الأبناء جيلاً بعد جيل في هذه البلاد يجددون العهد مع الله ثم مع ولاة الأمر بأن لا يخون أحد منهم وطنه ويسعون لحمايته من كل مكروه، وأستحضر بعض الأبيات المناسبة لهذا المقام للشاعر عبدالعزيز بن محمد آل غزي التي نشرت في جريدة الرياض بتاريخ 21/7/1414هـ حيث قال:


عهد يؤكده الأيمان والقسم
أن لا نخون وفينا يعرف الشمم
من خان يلق الردى من دون بغيته
شلت يداه وشلت قبلها القدم
ثم يقول في موضع آخر
الدين والأرض والأعراض آمنة
والنسل والنفس والأموال والحرم

ثم أضاف


هم يحسدون على أنا سواسية
والكل منا لما أوليه يحترم
وأننا أمة في الله وجهتنا
وأننا في كتاب الله نعتصم
وأننا أمة بالعدل قد أمنت
إذ خاف سوانا الظلم والعدم
وأننا أمة في بقعة طهرت
عن غيرها حيث هذا الدين والقيم

ولو نظرنا إلى الشعب وحكومته لوجدنا الجميع يعيشون في تآلف وحب تحت راية التوحيد مؤدين واجباتهم الدينية وسائحين في طول البلاد وعرضها إعماراً وعطاء وقد صور تلك الحالة الشاعر معيض البخيتان في مطلع قصيدة له نشرت في جريدة الجزيرة بتاريخ 5/5/1416هـ حيث قال:


هذا المليك وهذا الشعب مؤتلف
مجد عظيم وتاريخ له أنف

نعم فنحن نعيش في وئام ومحبة فلماذا الحقد والحسد من ذوي النفوس المريضة، أما كان الأولى بهؤلاء وأشباههم الاتجاه إلى البناء مثل بقية أبناء هذه البلاد الطاهرة بدلاً من الاستماع لآراء المرجفين والحاقدين.
لذا فإنه يجب على كل واحد منا أن يكون حارساً أميناً لهذا الوطن ومكتسباته الحضارية من حيث المساهمة في إبطال كل تصرف يسيء له وساكنيه الذي يعتبر قلب العالم الإسلامي ومحط أنظار المسلمين في العالم جميعاً لوجود أقدس بقاع الأرض فيه والتي هي أمانة في أعناق الجميع.
وهنا لا بد للكل أن يسعى لحماية أبنائهم وتربيتهم التربية السليمة ومراقبة سلوكهم مبتعدين بهم عن مهاوي الردى ومعرفين لهم كم هو واجب عليهم المحافظة على وطنهم الغالي وعدم المساس بأي شبر فيه بأذى.
ولعل من المناسب هنا طرح بعض الرؤى والمقترحات التي تسهم في فاعلية الأمن وضبط جوانبه ومنها:
1- تفعيل دورة عمدة الحي بالسعي باستحداث آلية جديدة لأمن الأحياء وذلك بإلغاء مسمى العمدة وإحلال مدير الحي بدلاً من العمدة فلو جعل لكل حي حدوداً ويعين له مديراً من ذوي الكفاءات الإدارية ويخصص له مقراً معروفاً ويحدد له المهام لإدارة الحي ومنها معرفة الساكنين سواء مالكين أو مستأجرين وذلك بالتعاون مع مكاتب العقار، ويتم تسجيل المعلومات عنهم في ملفات أو من خلال الحاسب الآلي، ومن فوائد هذا التوجه الجديد حسب نظري هو معرفة ساكني الحي كذلك إقامة اجتماع دوري للتعارف والتآلف بين الجميع وتدارس أمور كثيرة كحل بعض المشكلات الاجتماعية البسيطة ومعرفة المحتاجين في الحي لسد عوزهم وغير ذلك.
2- المقترح الثاني هو موضوع إنارة جميع الشوارع في الأحياء وخاصة الجديدة منها لأن من ينظر لتلك الأحياء في الوقت الراهن يجدها مظلمة مما يساعد ذوي النوايا الشريرة على الدخول والخروج في جنح الظلام بدون أن يشعر بهم أحد، فلو تمت إضاءة الشوارع فإنه بكل تأكيد سيخفف من وحشة تلك الأحياء ويسهم في نشر الأمن والطمأنينة بين ساكنيها.
وفي الختام أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved